صورة المرأة في الصحافة المكتوبة والإذاعية

الإثنين 9 يناير 2017 - 17:08 بتوقيت مكة
صورة المرأة في الصحافة المكتوبة والإذاعية

لا يمكن الفصل بين صورة المرأة كما تعكسها الصحف والمجلات الدورية وبين الخلفية الاجتماعية والمتغيرات الاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها مجتمع ما، وفي حالة العالم العربي لا يمكن تقصي صورة المرأة العربية في المنشورات الصحفية والإعلامية الدورية بغير تركيز على حالة مصر ذلك أن الصحافة المصرية.

وقد شاركت في إنشائها ونهضتها وتطويرها عناصر من مصر ومن بلدان أخرى في المنطقة المحيطة بها وخاصة من سوريا ولبنان تشكل طليعة للعمل الصحفي في المنطقة بأسرها.
ومن خلال دراسة حول الصور الراهنة التي تعكسها الصحافة للمرأة واهتماماتها فكانت نتائجها هي:

1- تحتل موضوعات الأزياء والموضة موقعاً رئيساً من الأبواب النسائية في الصحف، ويأتي ذلك على حساب المرأة ربة البيت والمرأة المنتجة وهو وضع يتوجه أساساً إلى المرأة من الطبقة الوسطى في المدن الكبرى وعلى حساب المرأة الريفية فضلاً عن نساء الطبقات الفقيرة.

2- يلي ذلك اهتمام كبير ومساحات واسعة تخصص لموضوعات التجميل وفنون المكياج التي تصل إلى موضوعات معقدة طبياً وباهضة التكلفة.

3- الاهتمام بتفسير الأحلام وقراءة الطوالع والحظ والحوار مع نجوم وكواكب السينما والمجتمع والاهتمام بالمرأة السوبر حضرية على حساب نساء الطبقات الشعبية، أما نساء الريف فلا وجود لهن في هذه الصحافة إلا من خلال جريمة قتل نسائية ثم حديث عن أزمة الشغالات في مصر.

كذلك أجريت دراسة على عينات من النساء المصريات المستمعات إلى أقدم وأشهر برنامج للمرأة في تاريخ الإذاعات العربية وهو برنامج (إلى ربات البيوت) وخرجت بنتائج وهي، أن مفهوم الذات عند المرأة يغلب عليه الجانب السلبي الذي يتشكل بدوره ضمن صور غالبة ثلاث:

أولها صورة المرأة التي تفتقر إلى العقلية العلمية من ثم القدرة على التخطيط إضافة إلى ضيق الأفق والتردد حيث يقوم الرجل من جانب آخر بدور الحكم أو الضمير.

أما البعد الثاني لصورة الذات السلبية فيتمثل في افتقار المرأة إلى هوية مستقلة حيث تصورها المقدمة ضمن برنامج (إلى ربات البيوت) هي جزء من بيت الزوجية لا يكتمل دورها إلا بالإنجاب، وهي تسقط فريسة للضعف إن لم يكن الضياع إذا خسرت الرجل، ويستبد بها وبمعنى آخر تستمد ذاتها من ذات الرجل، على أنه ينبغي التنبه في هذه البحوث إلى حقيقة أن وسائل الإعلام الجماهيرية في العالم وربما في العالم الثالث بصفة خاصة تخضع لسيطرة أجهزة الدولة، بمعنى أنها تخضع لنوع من الرقابة الفعلية أو الضمنية، وأنها قد لا تكون معبرة عفوياً أو بالضرورة عن الصورة الحقيقية للمرأة في أرض الواقع المعاش، وعلى الأقل ينبغي وضع نقطة ملكية الوسيلة الإعلامية وأسلوب إدارتها والقواعد التي تحكم أداءها موضع الاعتبار لدى تقييم أية محصلة تخرج عنها، كذلك لا يمكن رؤية صورة المرأة كما تعرضها وسائل الإعلام بمعزل عن التيارات الفوقية والتحتية التي تؤثر في بنية المجتمع والى التجديد، وهناك رأي يقول بأنه قد آن لأجهزة الإعلام الجماهيرية أن تصرف النظر عن البرامج المخصصة للمرأة وكأنها فئة خاصة من فئات المجتمع.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 9 يناير 2017 - 16:39 بتوقيت مكة
المزيد