خاص الكوثر - ثار الله
تناولت الحلقة جوانب من خطبة مؤثرة ألقاها الشهيد السيد حسن نصر الله، يتحدث فيها عن الموقف البطولي للإمام زين العابدين والسيدة زينب عليهما السلام في الكوفة والشام بعد واقعة كربلاء. وأشار سماحته إلى أن الإمام لم يترك فرصة إلا واستثمرها لتبيان حقيقة ما جرى في كربلاء، من خلال مخاطبة الوفود التي كانت تأتي لزيارة موكب السبايا، والاعتذار منهن، حيث تحوّلت تلك اللقاءات إلى منابر لفضح الظلم وكشف هوية القتلة.
وأكد السيد الشهيد أن هذا الخطاب أصبح شعاراً خالداً يتردد على ألسنة الأحرار في العالم الإسلامي، عندما تُطلق التهديدات بالقتل والسجن من قبل الطغاة، مستشهداً بقول الإمام: "أبالقتل تهددني يا ابن الطلقاء؟"، في إشارة إلى بني أمية، الذين وصفهم بأبناء الطلقاء – أي أولئك الذين حاربوا رسول الله حتى آخر لحظة، ثم أُطلق سراحهم يوم فتح مكة.
وفي حديثه عن الشام، أوضح السيد نصر الله أن الموقف هناك كان أشدّ خطراً، حيث واجه الإمام زين العابدين يزيد بن معاوية شخصياً، وليس مجرد وكيل كابن زياد في الكوفة. وأضاف أن بلاد الشام كانت طوال تاريخها تحت سلطة أبناء أبي سفيان، من يزيد بن أبي سفيان إلى معاوية ثم إلى يزيد بن معاوية، مشيراً إلى أن المشروع الأموي لم يكن إسلامياً حقيقياً، بل امتدادٌ لسلطة قيصرية وكسروية تستهدف تحريف الإسلام وإخضاعه لسلطة الملك العضوض.
ويرى المتابعون أن هذا الطرح من سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله يعكس وضوح الرؤية في معركة الحق والباطل، ويؤكد عمق البعد التاريخي في مشروع المقاومة الذي يستلهم مبادئه من كربلاء، ويواجه الطغيان بنفس الروح الحسينية التي واجهت بني أمية قبل أكثر من 1400 عام.