"محمد رشاد الشريف" .. معلم الطلاب ومقرئ القرآن بصوته الذهبي

الأربعاء 14 ديسمبر 2016 - 17:26 بتوقيت مكة
"محمد رشاد الشريف" .. معلم الطلاب ومقرئ القرآن بصوته الذهبي

إکنا: "الشيخ محمد رشاد" حفظ القرآن الكريم وتلقى قراءته وأحكامه على يد "الامام الشيخ حسين ابو سنينه" الذي يعتبر من أئمة القُراء في العالم الاسلامي، حيث أجازه بالقراء ة والإقراء بروايتي حفص و ورش.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، رحمه الله رحمة واسعة .. فما أجمل وأحلى صوته وهو يقرأ سورة الفاتحة وهو يؤم المصلين في الركعات الجهرية قبل سنوات ـ قبل أن يشتد عليه المرض ـ وذلك في مسجد "الملك عبدالله الأول" في منطقة العبدلي في العاصمة الأردنية "عمان".

تعليم العربية

وقبل حوالي عشر سنوات، أهدانا الشيخ الجليل محمد رشاد الشريف(رحمه الله) نسخة من القرآن الكريم بصوته الذهبي على قرص دي في دي، ثم كتابه الورقي المطبوع بعنوان "القراءة العربية" بجزأيه الاول والثاني والذي كان يأمل أن تقرره وزارة التربية والتعليم في الاردن في مدارسها للصف الاول الاساسي ومما كتبه في ذلك اللقاء القديم معه بقلمه الأسود الخاص بفن الخط على الكتاب الذي أهداني إياه ما يلي "يسرني أن أهدي ثمرة من ثمار تجاربي في حقول التربية والتعليم الى أخي الحبيب ... راجياً الدعاء".

ومما جاء في المقدمة المطبوعة في كتابه التعليمي هذا مثلاً ما يلي "وبعد لقد أكرمني الله سبحانه وتعالى في مجال التعليم مدة أربعين عاماً وبالذات اللغة العربية، تصفحت فيها وجوه أبنائنا في المدارس وبعض الكليات، ومن خلال العمل المتواصل المشفوع بالحب والرغبة توصلت الى طرق سليمة ووسائل ممتازة في تعليم اللغة العربية قراءةً وصرفاً ونحواً وأحكام تلاوة القرآن الكريم".

وقد كان حفظ القرآن ومعرفة أصول الحروف ومخارجها وصفاتها وعلاقتها ببعضها خير دليلٍ في المسيرة المباركة.

ويشير الى الكتاب المدرسي الجديد لخليل السكاكيني، قائلاً: كان رفيقنا في طريقنا ولا ريب انه لم يوجد كتاب في أي بلد عربي قديماً او حديثاً يداني ذلك الكتاب، فقد امتدت بعض الأيدي بقصدٍ او بغير قصد الى تعديله بغير علم!

ويؤكد : لقد رأيت نتيجة تجاربي الطويلة من خلال تعليم اللغة العربية وتعليم اللغة الانجليزية ان طريقة تعليم العربية مبتدئاً بالحرف ثم المقطع منتهياً بالكلمة أفضل من طريقة إعطاء الكلمة!

قصيدة للمعلم

وله ديوان شعري لم يطبع بعد؛ نظراً لتركيزه على علوم القرآن المتعددة.

ومن قصيدة طويلة للشاعر الشيخ محمد رشاد الشريف يثني فيها على المعلم العربي جاء فيها:

لا أطفأ الله نوراً أنت مصدره

يا صادق الفجر أنت الصبح والفلق

لا فُض فوك فمنه الدر منتشر

ولا حرمت فمنك الخير مندفق

يدٌ تخط على القرطاس نهج هدىً

بها تشرفت الأقلام والورق.

في بيت والده

وشيخ مقرئينا محمد الشريف نشأ وترعرع في بيت والده الشيخ عبد السلام الشريف من طلاب الأزهر المتصل نسبا بالحسين بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى عليه وآله وسلم، وهذا مثبت في شجرة النسب الموجودة في مدينة الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام.

مع الشيخ محمد رفعت

والشيخ محمد رشاد حفظ القرآن الكريم وتلقى قراءته واحكامه على يد الامام الشيخ حسين ابو سنينه الذي يعتبر من أئمة القُراء في العالم الاسلامي، حيث اجازه بالقراء ة والإقراء بروايتي حفص و ورش، وفيما يتعلق بالاداء واسلوب القراءة فهو عن امام المقرئين في القرن العشرين الشيخ محمد رفعت رحمه الله.

والشيخ محمد رشاد الشريف كان مقرىء المسجد الاقصى المبارك في القدس قديماً، والذي أصبح في عمان إمام ومؤذن مسجد الملك عبدالله المؤسس في عمان، ليخلفه ابنه الشيخ معروف اماماً لمسجد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين والابن معروف محمد رشاد الشريف هو الذي ينطلق بصوته الرخيم بالأذان الموحد للصلوات لمدينة عمان من خلال الإذاعة الاردنية.

ومقرئ القرآن شيخنا محمد رشاد قال عنه قديماً في مصر الشيخ المقرئ الشهير (محمد رفعت) عندما كان يقوم بتلاوة القرآن من اذاعة القدس عام 1941 انني استمع الى محمد رفعت الثاني من فلسطين!

ومن خلال اوتار صوت المعلم محمد رشاد وهو يقرأ القرآن اتقن ببراعة سلمه الموسيقي وقراراته والجواب، وجواب الجواب، وتمكن من تمييز اللحون بعضها من بعض وعلاقة بعضها ببعض علاقة البيات بالحجاز وهذا بالراست ثم الجركا والعجم والسيكا ومن قبلها النهاوند، لانه يعرف ان كل لحن من هذه الالحان يعبر عن معاني خاصة في القرآن.

وبدأ الشريف بتعلم الترتيل صغيراً. فقرأ القرآن الكريم على الشيخ حسين علي أبو سنينه وأجازه بروايتي حفص عن عاصم وورش حتى أتقن القراءة القرآنية في سن الثامنة عشرة.

وكان يسمعه مفتي الخليل الشيخ عبد الله طهبوب في العام1941 والذي عمل على إرساله إلى الإذاعة الفلسطينية في مدينة القدس، ليستمع إليه أهل السماح وكان من بينهم الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان فوافقوا على قراءته.

وعُين كقارئٍ للمسجد الأقصى في عام1966 للميلاد، وكان يقرأ فيه جمعة بعد جمعة، لأنه كان أيضاً يقرأ في مسجد الحرم الإبراهيمي في الخليل.

تعدد المواهب

وشيخنا ولد في مدينة خليل الرحمن عام 1925 ونشأ وترعرع فيها، و وجد نفسه مشدودا منذ نعومة أظفاره للاستماع والاستمتاع بالأشياء الفنية وبدقة ومن ذلك الشعر والأدب والخط والموسيقى، وأن أثر ذلك بان عليه لاحقاً .. اذ أصبح مقرئا للقرآن وشاعراً وخطاطاً ـ ولدى محمد رشاد الشريف معرفة كبيرة في فن الخط، فهو يتقن خط الرقعة والثلث والفارسي ـ وعالماً بالمقامات الموسيقية، يعرف الأنغام بدون آلات طرب.

كما لم يكتف الشيخ الشريف بمذياع مقهى الخليل بل كان يذهب الى القدس حيث البيوت التى يرتفع عليها «أنتين» ليتسمر بالقرب منها ويستمع الى الشيخ رفعت المصري.

وكان أن اشترت أخته المقيمة في القدس مذياعاً، وبذلك وضعت حداً لعذاباته ومعاناته عام 1936وما بعدها، فأصبح يزورها يوم الجمعة ليستمع اليه مساء ويبيت في منزلها ثم يعود صباح السبت الى الخليل لمدرسته.

وطبق الشيخ الشريف أصول المحاكاة بحذافيرها، إذ يقول انه كان يحفظ ما يسمعه من الشيخ رفعت ثم يعيد تلاوته بنفس الطريقة والصوت، واستمر على هذا المنوال حتى العام 1940 حيث بلغ من العمر 15 عاما عندما طلبته إذاعة القدس بعد أن ذاع صيته وبدأ يقرأ القرآن في المناسبات والاحتفالات.

وتصادف أن شقيقه محمد عزت الشريف، كان يدرس في الأزهر الشريف، وزار الشيخ رفعت في بيته وأبلغه بانه شقيق محمد رشاد الشريف القارىء، فانتفض الشيخ رفعت وقال: هل هو الذي يقرأ في محطة القدس؟! وتالله انني استمع إلى محمد رفعت من فلسطين، موضحا أنه ارسل رسالة له يبلغه فيها أنه يستمع اليه ومعجب بصوته.

عند تلاوته للقرآن

- تشرف بتعليم القرآن الكريم وعلومه وأحكامه في جامعة الخليل و دور القرآن وخرَّج الكثير من الحفظة للتلاوة وتمكن من محاكاته في الترتيل والتدوير بعض تلامذته.

- نسَّب المؤتمر الإسلامي الذي عُقد في جدة قبل أكثر من عشر سنوات تسجيل مصحفٍ كامل بصوت الشيخ محمد رشاد الشريف كي يستمع إليه العالم العربي والاسلامي.

- عندما تستمع الى هذا الترتيل تشعر ان الشيخ المقرئ يعيش تلك الآيات القرآنية ويحرص على أدائها في قالبٍ فني وفّقه الله إليه، فهو حريص على ان يعيش السامع معه هذه المعاني ليدخل الجميع في الرحاب المقدسة وينالوا الرضى والقبول بإذن الله.

- إن مظاهر الحب والاعجاب التي أعرب عنها الألوف في العالم الاسلامي من خلال الرسائل والصحف والاستماع لا تُعد ولا تُحصى ويكفي ان يستمع المستمع الى هذا الترتيل ليشعر أنه انتقل بقلبه وجوارحه الى عالم ينسى فيه عالم المادة .. عالم ينعم فيه الأنبياء والمرسلون والصادقون بمناجاة مُنزِّل القرآن في صفاء ونقاء.

المصدر: الرأي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 14 ديسمبر 2016 - 17:26 بتوقيت مكة