خاص الکوثر_ بيني وبينك
وقالت بتول إنها ارتدت الحجاب في سن مبكرة بحكم نشأتها في بيئة محافظة، من دون أن تمتلك حينها فهمًا عميقًا لمعناه، موضحة أن مرحلة المراهقة وما رافقها من تساؤلات ورغبة في معرفة الأسباب الحقيقية وراء الحجاب، دفعتها لاحقًا إلى الشعور بأنه قيد يعيق حياتها وتقدّمها.
وأضافت أنها، وبعد سنوات من الصراع الداخلي، اتخذت قرار خلع الحجاب رغم معارضة عائلتها وصعوبة تقبّلهم للأمر، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى بعد القرار كانت قاسية، إذ تعرّضت لنظرات قاسية وأحكام اجتماعية مؤذية، ما زاد من شعورها بالضغط والارتباك.
اقرأ أيضا:
وأوضحت بتول أن خلع الحجاب لم يمنحها السعادة التي كانت تتوقعها، بل دخلت في حالة من الضياع والفراغ الروحي، ترافقت مع معاناة نفسية شديدة ومرحلة من السوداوية والعبثية، جعلتها تتساءل عن معنى الحياة ووجودها، وتمرّ بتجارب مؤلمة كادت أن تنتهي بفقدان حياتها.
وأكدت أن تلك المرحلة كانت نقطة تحوّل، إذ بدأت تدرك أن ما تمرّ به يحمل رسالة إلهية، وأن الله لم يتركها رغم قسوة التجربة، مضيفة أنها للمرة الأولى شعرت برحمة الله وقربه الحقيقي، ما دفعها إلى إعادة التفكير بعلاقتها مع الإيمان والحجاب.
وبيّنت بتول أنها لجأت إلى الدعاء وطلب القوة، قائلة إنها طلبت من الله أن يمنحها الإرادة لاتخاذ القرار الصحيح، وبعد فترة من الصراع والجهاد النفسي، قررت العودة إلى الحجاب عن قناعة تامة، لا بدافع الخوف أو العادة، بل بدافع الرضا واليقين.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن نظرتها إلى الحجاب تغيّرت جذريًا، معتبرة إياه اليوم نعمة إلهية لا نقمة، ورسالة رحمة وحماية، مضيفة: «اليوم أقول الحمد لله على فرض الحجاب، بعد أن عرفت معناه الحقيقي عن تجربة ومعاناة"