خاص الكوثر - بيني وبينك
أوضحت الأستاذة إسراء أنها شخصيًا لا تقبل الأخذ بنصيحة أو العمل مع أحد إلا إذا امتلك أساسًا علميًا واضحًا أو خبرة عملية حقيقية، معتبرة أن الجمع بين الاثنين هو الحالة المثالية، لكن غياب أحدهما لا يمنع تقييم الكفاءة الفعلية. وطرحت مثالًا من تجربتها في مجال الموارد البشرية، حيث عملت مع مدير يحمل ماجستير في الإدارة دون خبرة تذكر، في مقابل موظفة ممرّضة تمتلك خبرة ميدانية طويلة وصلت إلى نحو عشرين عامًا، وكانت —وفق وصفها— قادرة على قيادة العمل الصحي والإداري بكفاءة تفوقت على حاملي الشهادات العليا.
وبيّنت أن الخبرة المتراكمة لسنوات طويلة قد تعادل شهادة دبلوم أو ماجستير، لأنها خبرة مبنية على عمل يومي، احتكاك مباشر، وتجربة عملية تُكسب صاحبها قدرة على حل المشكلات واتخاذ القرار. وفي المقابل، رأت أن بعض أصحاب الشهادات الأكاديمية قد يفتقرون للمهارات التطبيقية رغم تأهيلهم العلمي، ما يجعلهم غير مناسبين للموقع الوظيفي الذي يتطلب أداءً فعليًا على الأرض.
إقرأ أيضاً:
وشددت ضيفة البرنامج على ضرورة تقييم الخبرة من حيث كيفية ترجمتها إلى عمل واقعي، معتبرة أن الأشخاص ذوي الخبرة العميقة يمكن أن يتطوروا ويبدعوا إذا استمروا في تنمية أنفسهم، بينما الاعتماد على الشهادة فقط دون ممارسات عملية قد لا يضمن النجاح المؤسسي.
وخَلصت الأستاذة إسراء إلى أن الشريك أو الزميل المهني المناسب هو من يجمع —أو يطبّق عمليًا— ما يؤهله للنجاح، سواء أتى ذلك من الشهادة، أو من الخبرة، أو من مزيجٍ مدروس منهما، مؤكدة أن "المكان المناسب للشخص المناسب" لا يتحقق إلا عبر التقييم الواقعي للأداء وليس للألقاب الأكاديمية وحدها.