خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال يحيى حرب : لا شك أن زيارة ولي العهد السعودي الى الولايات المتحدة الامريكية تُعدّ واحدة من أهم الأحداث التي تهمّ السعودية بالدرجة الأولى، وربما تلامس أيضًا بعض الملفات الإقليمية، فالمملكة لها موقعها بلا شك، ولها دورها؛ هي دولة كبيرة ومؤثرة، وتملك أدوات مالية وسياسية ومعنوية تؤثر في كثير من الملفات، لكن باعتقادي هذه الزيارة مخصصة بالدرجة الأولى لما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين المملكة والإدارة الأميركية، فالأمر لا يقتصر على المسائل الداخلية السعودية، مثل ما يُقال عن توقيع اتفاقية حماية أو تزويد المملكة بطائرات إف–35، أو ملفات ثنائية أخرى كتمويل مشاريع معينة، وخاصة تلك المرتبطة برؤية 2030 التي طرحها الأمير محمد بن سلمان منذ سنوات ولم تجد حظها في التنفيذ الكامل حتى الآن، كل هذه الملفات بلا شك تندرج ضمن إطار هذه الزيارة.
اقرأ ايضاً
وتابع : أما على الصعيد الإقليمي، فمن الطبيعي أن تلقي الملفات المتفجّرة في المنطقة بظلالها على هذه الزيارة، وأن تفرض نفسها على الطرفين الأميركي والسعودي.
واكمل : المنطقة، وفق الرؤية الأميركية الحالية، تخضع لنسق إقليمي جديد، فالولايات المتحدة تريد فرض نظام إقليمي جديد، تسميه "مرحلة الفراغ الإيراني"، هي تعتقد أن إيران لم تعد ذات ثقل كبير في المنطقة، بعد أن كانت تؤدي أدوارًا محورية ضمن ما يُعرف بمحور المقاومةـ أميركا تفترض أننا دخلنا مرحلة "ما بعد إيران"، وأن هناك فراغًا سينشأ نتيجة تراجع الدور الإيراني، وتتساءل: من سيملأ هذا الفراغ؟ طبعًا هذا هو المنطق الأميركي، وليس بالضرورة منطقًا نقرّه أو نوافق عليه. ولهذا أعتقد أن هذه الزيارة فاشلة، وأن المشروع الأميركي برمّته فاشل، لأنه مبني على مسلّمات غير صحيحة، وبالتالي ستكون نتائجه غير صحيحة.
واضاف ضيف البرنامج : من هنا، نلاحظ كيف منحت الإدارة الأميركية أدوارًا كبيرة لتركيا ومصر، مقابل نوع من تحييد الدور السعودي، خصوصًا في المسألة الفلسطينية.، وكان مؤتمر شرم الشيخ علامة واضحة على تهميش السعودية، وهذا الموقف الأميركي لا يستقيم مع مطالب واشنطن من الرياض فيما يخص التمويل ودفع الأموال، فهي تطلب من المملكة مليارات الدولارات، وتريد المزيد من ميزانيتها، دون أن تمنحها دورًا سياسيًا بارزًا في المنطقة.