ايران - الكوثر
وأُقيم حفل الافتتاح يوم الجمعة بحضور محسن جوادي، معاون الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، وإبراهيم حيدري، مدير مؤسسة دار الكتاب والأدب الإيراني وأمين أسبوع الكتاب، إلى جانب عدد من المسؤولين وأهالي محافظة فارس، في مدينة "أَوَز" التي تحمل لقب عاصمة الكتاب في إيران.
«القراءة» ركيزة لصون الثقافة الإيرانية
وفي كلمته خلال الحفل، أشاد محسن جوادي بالجهود المبذولة في مجال الكتاب والقراءة في المدينة، قائلاً إن الأنشطة الثقافية والحراك القرائي في أوز مصدر فخر، ويمكن تقديمه كنموذج على مستوى العالم. وأضاف: "لا ننسى أن القراءة تلعب دوراً أساسياً في حفظ تاريخ وثقافة إيران؛ فإيران تبقى بالقراءة. لنقرأ كي تبقى إيران وتسمو؛ ولنقرأ كي يعلو اسمها".
اقرأ ايضاً
وأكد معاون وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي أن رفعة إيران لم تتحقق بالسيف بل بالكتاب، ولذلك يجري في أسبوع الكتاب التأكيد على أهمية القراءة والحاجة إلى الكتاب، معرباً عن سروره لانطلاق فعاليات الأسبوع من "عاصمة الكتاب الإيراني".
كما أشار إلى حلول الذكرى الـ1500 لميلاد النبي الأكرم (ص)، موضحاً أن منظمة التعاون الإسلامي قررت إقامة برامج رفيعة المستوى في الدول الإسلامية تكريماً لشخصية الرسول الأعظم (ص). وقال: "هذا العام نقطة مناسبة لجمع الدول الإسلامية حول محور واحد. ونأمل من خلال الكتاب والقلم إحياء الحياة الإسلامية الزاخرة".
وفي ختام كلمته، تلا جوادي رسالة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، سيد عباس صالحي، بمناسبة افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين لأسبوع الكتاب.
أَوَز… شعلة مضيئة للكتاب في إيران
من جانبها، ألقت فروغ هاشمي، حاكمة قضاء أوز، كلمة قصيرة أكدت فيها مكانة الكتاب عبر التاريخ، ودور المجتمع والدولة في ترسيخ ثقافة القراءة، إضافة إلى أهمية الوحدة الوطنية. وقالت إن اختيار أوز كعاصمة للكتاب في إيران يعكس إرادة جماعية للنهوض بثقافة القراءة.
وأضافت هاشمي أن انتشار ثقافة الكتاب في المدينة يحمل "جمالاً معنوياً" كبيراً، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز هو ثمرة جهود متراكمة لمن مدّوا يد العون للثقافة عبر السنين. وأعربت عن شكرها للأساتذة والمسؤولين والخيرين وجميع محبي الثقافة في المدينة.
وتطرقت في جزء آخر من كلمتها إلى أهمية الوحدة الوطنية، مؤكدة أن الوقوف جنباً إلى جنب في إيران، بعيداً عن المذهب والقومية والمنطقة الجغرافية، تقليد راسخ منذ قرون، وتجلّت معانيه خلال سنوات الدفاع المقدس. وأضافت: "القراءة وثقافة الكتاب يمكن أن تكون محوراً لهذه الوحدة، فكتاب الله وكتاب الإنسان جمعانا لنقف معاً ونبني ونقرأ".
كما نوّهت هاشمي إلى رؤية المسؤولين العميقة للثقافة، مقدّرة جهود وزير الثقافة، والمثقفين في المحافظة، والمسؤولين الداعمين للحياة الثقافية والعلمية. وأضافت أن ازدهار القراءة يُكسب جميع الشرائح—من السياسي إلى الطبيب والمعلم وربّة المنزل—معرفة أوسع وأداءً أفضل.
وفي ختام كلمتها، اعتبرت هاشمي أن "الكتاب" و"العشق" عنصران محوريان في هوية أوز، وقالت إن المدينة بلغت موقعها الحالي بفضل الجدية والاجتهاد والعلم الذي قدّمه أبناؤها. وأشارت إلى أن أحد أبرز ملامح أوز هو استمرار الأنشطة الهادفة إلى تعزيز القراءة عبر مبادرات مشتركة بين الدولة والمجتمع، مثل الكتاتيب التقليدية، ومكتبة السجن، والمشاريع المحلية، فضلاً عن دعم الخيرين والتفاعل الثقافي الشعبي.
وختمت بالقول إن أوز ليست فقط نموذجاً لمحافظة فارس، بل مثالاً وطنياً لجهود ثقافية صغيرة لكن ذات أثر كبير، معتبرة أن الكتاب والعشق هما المحركان لهذا المسار. وأضافت: "يجب على أوز تحويل هذا اللقب إلى فرصة لا لتعزيز القراءة محلياً فحسب، بل لفتح الطريق أمام السياحة الأدبية، والرؤية الوطنية، وتعميق التفاعل الثقافي".