الكوثر - ايران
وحول أهمية التصديق العالمي لميثاق كوروش لحقوق الإنسان، قال الأستاذ المساعد في كلية الحقوق والعلوم السياسية وعضو هيئة التدريس في قسم الدراسات الإقليمية، مهدي حسيني تقي آبادي:"يُعدّ التصديق على ميثاق كوروش عالميا أمرا بالغ الأهمية والقيمة. فكل دولة تمتلك أسسا خاصة لقوتها وثروتها، وأحد أهم هذه الأسس بالنسبة لنا هو تاريخنا وحضارتنا؛ تاريخ متداخل مع تاريخ الحضارة الإنسانية بأكملها".
وأضاف أن هذا الإنجاز التاريخي يعزز الثقة بالنفس والفخر لدى الشباب الإيراني، موضحا:"هناك عدد قليل جدا من الدول في العالم التي يمكن اعتبارها ذات إرث حضاري قديم؛ ومن بين هذه الدول إيران والصين ومصر".
اقرأ ايضاً
وتابع حسيني تقي آبادي:"كل تاريخنا وكل الشخصيات المؤثرة التي تركت بصمة في هذا التاريخ تُعتبر ثروة قيّمة للأمة الإيرانية؛ ثروة لا تنتمي إلى الماضي فحسب، بل تحمل معنى وقيمة أيضا لحاضرنا ومستقبلنا".
ومضى يقول أن بعض هذه الشخصيات معروفة على الصعيد الوطني، بينما حظي آخرون بشهرة دولية وترسّخت صورتهم في نظر وفكر الدول الأخرى.
وأوضح قائلا:"إذا كانت شخصية كوروش قد تركت أثرا عميقا ودائما في التاريخ، فإن جزءا كبيرا من هذه الديمومة يعود إلى الروايات التي قدّمها عنه جيراننا التاريخيون، بل وحتى أعداؤنا. فقد اعترف الإغريقيون أنفسهم بمكانته ودوره التاريخي، ويُعتبر كوروش في سجل التاريخ حاكما عظيما ومؤثرا وصانعا للتاريخ".
ميثاق كوروش العالمي.. تعزيز الهوية والفخر الوطني الإيراني
وشدّد الأستاذ الجامعي على أن:"التصديق على ميثاق كوروش على المستوى العالمي يحمل قيمة روحية وهوياتية هائلة لإيران وجميع شعبها، ولا سيما جيل الشباب. فبينما يسعى العديد من الدول لبناء تاريخ خاص بها، بل وبعضها يستعير تاريخ جيرانه ليُشكّل هويته، نحن نمتلك كوروش، وهذه بحد ذاتها ثروة لا تُقدر بثمن".
وعلاوة على ذلك استطرد أن هذا التصديق يمنح الشباب الإيراني ثقة بالنفس وفخرا أكبر. فاليوم أيضا مكوّنات القوة الإيرانية واضحة وملحوظة؛ فالإيرانيون نشطون ومؤثرون في مختلف المجالات، ولا شك أن إيران تحظى باهتمام كبير في نظر العالم".
ورأى أن التصديق على ميثاق كوروش عالميا يُعد إضافة حضارية وثقافية ثمينة يجب تكريمها والحفاظ عليها.
يشار أنه و في حدث تاريخي جرى في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، خلال المؤتمر العام الثالث والأربعين لمنظمة اليونسكو في سمرقند، تم الاعتراف بـ"وثيقة كوروش الكبرى" كواحدة من أولى مواثيق حقوق الإنسان في العالم التي تؤكد على احترام التنوع الثقافي.
وقد تم تحقيق هذا الإنجاز بدعم من وزير العلوم ورئيس اللجنة الوطنية لليونسكو في إيران، وبفضل الجهود المبذولة من قبل الأمين العام للجنة الوطنية الإيرانية لليونسكو، حسن فرطوسي.