خاص الكوثر_مقايلات
وأوضح سماحته في حديثه أنّ الحرب التي شنّها الأمريكيون وأدواتهم في المنطقة لم تكن حرباً عسكرية فحسب، بل كانت حرباً شاملة تستهدف الهوية الإسلامية للأمة.
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها سعوا منذ مطلع الألفية الجديدة إلى تمزيق المنطقة ونهب ثرواتها عبر تفتيت مجتمعاتها وإبعادها عن قيمها ودينها، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لمواجهة ذلك هو التمسك بالهوية الإسلامية الأصيلة.وبيّن أنّ "الإمام الخامنئي" دام ظله الشريف أدرك باكراً خطورة هذا المشروع، فعمل على إحياء روح الانتماء الإسلامي والكرامة والعزة والسيادة في نفوس الشعوب، مؤكداً أن القائد الإيراني جعل من الإسلام هوية حية ترفض الخنوع وتواجه التحديات بالحكمة والقوة معًا.
اقرأ أيضا:
حديث زوجة الشهيد الحاج عبد القادر لقناة الكوثر... «وصية الحاج عبد القادر للشباب: الذوبان في ولاية الفقيه»
وأضاف أنّ هذه الرؤية المتوازنة بين الشجاعة والبصيرة جعلت من الجمهورية الإسلامية عنواناً جامعاً لكل قوى المقاومة في المنطقة.وفي السياق نفسه، شدّد "الشيخ البغدادي" على أن إيران لم تتعامل مع ثقافة المقاومة كفكرة عسكرية أو كمفهوم للشهادة فقط، بل باعتبارها نهج حياةٍ كريمةٍ تقوم على الإبداع والعزة الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى أن مؤسسات الجمهورية الإسلامية، كالحرس الثوري وقوة القدس وسائر الهيئات الثقافية، لعبت دوراً محورياً في نشر ثقافة الوعي والإيمان والجهاد، مؤكداً أن "الإمام الخامنئي" كان يحرص دائماً على ترسيخ مفهوم "المقاومة الاقتصادية" إلى جانب المقاومة العسكرية، ليبقى الشعب الإيراني وشعوب المنطقة قادرين على مواجهة الضغوط بالحياة لا بالانكسار.
وأوضح البغدادي أن الجمهورية الإسلامية، عبر هذا النهج، استطاعت أن تمنح الأجيال الشابة في المنطقة إحساساً بالكرامة والعزّة، وأن تزرع فيهم حبّ التضحية في سبيل القيم والهوية، لأنّ المقاومة ـ كما قال ـ ليست دعوة إلى الموت بل إلى الحياة الحرة.
وأضاف: “ليس كل من مات يُعدّ ميتاً، بل من يعيش بلا كرامة هو الميت الحقيقي، أما من يستشهد دفاعاً عن أمّته فهو حيّ عند ربّه، يمنح الأمة حياة جديدة”.
وتابع سماحته قائلاً إنّ محور المقاومة اليوم أكثر تماسكاً ووحدةً من أي وقت مضى، رغم كل الحروب والاعتداءات التي شنّها العدو في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران.
وأشار عضو المجلس المركزي في حزب الله إلى أن ما يسميه البعض انتصاراً للعدو لا يعدو كونه أوهاماً، إذ لم تتحقق أيٌّ من الأهداف المعلنة للحروب الأخيرة، فلم تتراجع إيران عن حقوقها، ولم يُهزم حزب الله، ولم تُكسر إرادة الفلسطينيين، مؤكداً أن من ينتصر هو من يفرض إرادته، وأن محور المقاومة اليوم هو المنتصر الحقيقي لأنه ما زال ثابتاً ومتماسكاً.
وأضاف أنّ ما يجري في المنطقة يثبت أن إرادة المقاومة أقوى من السلاح الغربي والإرهاب الإعلامي، موضحاً أن الولايات المتحدة فشلت في فرض نموذجها على الشعوب، وأن العدو الصهيوني يعيش مأزقاً داخلياً بعد فشله في تحقيق أي من أهدافه في غزة أو لبنان أو إيران.وفي ختام حديثه مع قناة الكوثر الفضائية، أكد الشيخ البغدادي أن طاعة القائد ووحدة الصف الداخلي هما الركيزتان الأساسيتان لاستمرار الانتصارات.
وقال:"كل انتصارات الأمة منذ صدر الإسلام وحتى اليوم كانت ببركة طاعة القائد، وكل الهزائم كانت بسبب الابتعاد عنه. فإذا بقينا مجتمعين حول القائد وملتزمين بوحدتنا، فإن النصر الإلهي حليفنا".وأوضح أن الإعداد المطلوب لمواجهة الأعداء لا يقتصر على السلاح، بل يشمل الإخلاص والصدق والوعي وضبط اللسان وتماسك الصفوف.
وحذّر من الغفلة عن العدو الذي وصفه بأنه أهل غدر ومكر ونفاق، داعياً الأمة إلى البقاء على يقظة دائمة وروح مقاومة حقيقية، حتى لا يُؤخذ المسلمون على حين غفلة.
وختم سماحته بالتأكيد على أن المقاومة ليست خياراً ظرفياً، بل نهج حياةٍ يحمل عزّة الأمة وكرامتها، وأنّ التمسك بالهوية الإسلامية التي دعا إليها "الإمام الخامنئي" هو الضمانة لبقاء الأمة قوية في وجه الغطرسة العالمية ومخططات الاستكبار.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان