خاص الكوثر_قضية ساخنة
فبعد سنوات من التردد والصمت شهد العالم خطوة غير مسبوقة حين اعلنت بريطانيا وكندا واستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين في مشهد وصفه الاعلام الصهيوني بتسونامي الدبلوماسي لكنه في حقيقته مشهد يعكس مفارقة صارخة.
حصار وقصف ومجاعه واحتلال يزداد شراسة يقابله صمود شعب يطالب اولا بحقه في الحياة قبل ان يتحدث عن الدولة وفي الوقت ذاته يطرح سؤالا اكثر الحاحا اذا كان لابد من الحديث عن الاعترافات فالاجدر بالمجتمع الدولي ان يباشر بسحب اعترافه بالكيان الصهيوني ما دام يمارس الاحتلال والقتل الجماعي.
اقرأ أيضا:
والاعتراف بدولة فلسطين الذي يأتي بعد سنوات طويلة من التردد الغربي لم يكن حدثا عابرا او معزولا بل جاء نتيجة تراكم ضغط الرأي العام العالمي وتقارير المنظمات الانسانية عن المجاعة في غزة وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية.
ويشير كثير من المحللين الى ان هذه الاعترافات تحمل في طياتها رسالة مزدوجة رسالة دعم لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ورسالة ضغطا على الكيان الصهيوني الذي فقد تماما ما صنعه بالدعاية من رصيد اخلاقي ودبلوماسيا بسبب ما يجري على الارض من حصار وتجويع وقتل جماعي.
رغم اهميه موجة الاعترافات هذه في تثبيت حق الشعب الفلسطيني بالسيادة يبقى السؤال الجوهري هل يكفي الاعتراف الرمزي في ظل حرب ابادة موصوفه واحتلال عسكريا غير شرعي
فالاعتراف خطوة سياسية مهمة لكنها تصبح في نظر كثير من المراقبين فارغة المضمون اذا لم تتبعها اجراءات عملية لسحب الاعتراف او تعليق التعاون مع تل ابيب عندما تواصل انتهاكاتها للقانون الدولي وارتكاب جرائم بحق المدنيين
ان مجرد تصويت او اصدار البيانات لن يوقف سياسة العقاب الجماعي ولا الاستيطان ولا هدم البيوت بل قد يتحول الى غطاء اخلاقي يبرر استمرار الوضع القائم.