الكوثر - مقابلات
الثورة الإسلامية وتأثيرها في محور المقاومة
ورأت السيدة "حيدورة" أن الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية في إيران لم تقتصر على الدعم العسكري فحسب، بل تجاوزت ذلك بكثير. فقد لعبت الثورة دورًا محوريًا في تقدم إيران فكريًا واقتصاديًا وعسكريًا، كما كان لها تأثير استراتيجي ملموس في لبنان والدول المجاورة.
وأوضحت أن الثورة الإسلامية كانت كالنبتة الطيبة التي غرست جذورها في المنطقة، ففتحت قلوب الناس وأبصارهم على الإسلام المحمدي الأصيل، ونشرت وعيًا عميقًا في بيئة المقاومة، وأسهمت في تعزيز الثبات والقيم التي قام عليها هذا المحور اليوم.
وأشارت أم الشهيد "هاني حسين عزالدين" إلى أن الوعي الديني أثمر عن انفتاح الأفراد على مختلف الجوانب بما في ذلك السياسية، لأن الدين لا انفصل عن السياسة. هذه الطبيعة كانت المحرك الأساسي للمقاومة وفكرة الانتفاضة ضد الظلم، وما زال العمل مستمرًا لمعالجة هذه القضايا في لبنان، خاصة في المجتمع الإسلامي والطائفة الشيعية في تلك الفترة. لذلك، لم يكن دعم الجمهورية الإسلامية مجرد دعم عسكري، بل كان دعمًا متكاملًا شمل الثقافة والدين والمعرفة، إلى جانب الدعم المالي المقدم لبيئة المقاومة، ليتمكن هذا المحور من الانطلاق والاستمرار في رسالته.
إقرأ أيضاً:
دور المرأة في نشر أسلوب الحياة المقاوم
وأكدت السيدة "حيدورة" على الدور الكبير للمرأة في تعزيز ثقافة المقاومة وتجسيدها في الحياة اليومية. فالمرأة، سواء كانت أمًا، زوجة، ابنة أو أخت، كانت على اتصال مباشر بالمقاومين وتؤثر في مسار حياتهم.
وأشارت إلى أن النساء يمكنهن كتابة أو نشر سير المقاومين مع التركيز على أبرز خصائص شخصياتهم مثل الجوانب الدينية، والعلمية، والعملية، وعلاقاتهم بالأقارب والأهل، وتواصلهم مع الآخرين. مضيفة أن كثيرًا من المقاومين تميزوا بصفات إنسانية مثل حمل هموم المجتمع، السعي لإصلاح الأمور، مساعدة الآخرين وتقديم العون للمحتاجين، وهذه النوايا والخصال الإنسانية استحقت الإبراز. المطلوب كان تقديم نموذج حقيقي واقعي بعيد عن المبالغة، لتكون السيرة أقرب إلى القلوب وأكثر تأثيرًا في الناس.
وسائل الإعلام وتعميق الفكر المقاوم
وأوضحت زوجة الشهيد القائد "حسين هاني عزالدين" (الحاج فارس) أن وسائل الإعلام، ومن ضمنها قناة الكوثر، كانت مسؤولة عن إنتاج برامج تتناول موضوع المقاومة، سواء كانت ثقافية وإرشادية أو حماسية، مع مراعاة تناسب كل برنامج مع فئته العمرية والجمهور المستهدف.
واختتمت السيدة "حيدورة" تصريحها مشددة على ضرورة أن تلعب الإعلام دورًا مزدوجًا: إحياء روح المقاومة وتوضيح الأمور للناس، لأن العدو حاول دائمًا التأثير على بيئة المقاومة؛ في بعض الحالات، كانت البرامج الملهمة والحماسية التي عرضت سِيَر الشهداء أو الأعمال الفنية وسيلة لإثارة جو شعوري محفز، مؤكدة أن الجمع بين البرامج التربوية والهادفة، مع تقييم مستمر لأثرها، ضمَن تحقيق الفائدة القصوى وعزز دور الإعلام في نشر وتعميق ثقافة المقاومة.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان