"عربات جدعون" ليست فقط اسمًا لعملية عسكرية، بل عنوان لمرحلة يسعى الاحتلال خلالها إلى محو البنية الإنسانية للقطاع... بالصوت والصورة والنار.
في هذه الحلقة الخاصة من بودكاست راديو غزة، تنقل الإعلامية بشرى زعيميان المستمع إلى عمق المأساة التي يعيشها قطاع غزة منذ إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن خطته الجديدة تحت اسم "عربات جدعون".
الخطة التي تحمل بعدًا توراتيًا، ليست مجرد تحرك عسكري، بل مشروع استيطاني مدروس يستهدف كل ما يمثل الحياة: منازل، مدارس، ومستشفيات.
لكن المثير للصدمة أن البنية الصحية في غزة كانت في صلب أهداف المرحلة الأولى من الحملة.
فقد وثّقت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير نُشر بتاريخ 24 مايو 2025، أن الجيش الإسرائيلي نفّذ خلال أسبوع واحد فقط هجمات متتالية على 10 منشآت طبية، ما أدى إلى إخراجها جزئيًا أو كليًا من الخدمة.
بدأت الحملة من المستشفى الأوروبي في خان يونس، لتشمل بعد ذلك مراكز حيوية أخرى، وسط صمت دولي وتبريرات دعائية اعتادت تسويق المستشفيات كمواقع "للمقاومين"، في تجاوز صارخ لكل القوانين الإنسانية والدولية.
في الوقت ذاته، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 94% من مستشفيات القطاع إمّا دُمّرت بالكامل أو لحقت بها أضرار بالغة، مما جعل القطاع الصحي عاجزًا عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات، في وقت يعيش فيه أكثر من 400 ألف فلسطيني بلا أي خدمة طبية متاحة.
الحلقة تطرح سؤالًا صارخًا:
لماذا الجرحى؟ ولماذا المستشفيات؟
والجواب المؤلم: لأن الاحتلال لا يواجه مقاتلين فحسب، بل يواجه إرادة الحياة في غزة، ويعتبر أن كل أدوات الصمود - من الطبيب إلى السرير - تهديد يجب القضاء عليه.
تختم الحلقة برسالة واضحة من غزة إلى العالم:
"نحن لا نملك مجلس أمن، لكننا نملك الحكاية… والمستشفيات التي سقطت ستُبنى من جديد."