خاص الكوثر - عراق الغد
وشملت الزيارة مناقشاتٍ حول التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية وحول ضرورة الاستقرار الإقليمي، والأهم بالنسبة للبنان هو السير بخطواتٍ جديدةٍ في ملف إعادة إعمار ما تهدّم خلال العدوان الصهيوني، وهو الملف الذي كان العراق أول الدول العربية المبادِرة فيه إلى خطواتٍ عمليةٍ وجادةٍ، بعكس غيره من الدول العربية الأخرى، عبر إنشائه صندوقًا عربيًّا لهذا الهدف.
اقرأ ايضاً
ولابدّ الإشارة إلى أن الدعم العراقيّ للبنان تجاوز المساعدات الاقتصادية في أعقاب العدوان الأخير، استقبل العراق أكثر من 20 ألف مواطنٍ لبنانيٍّ لاجئٍ، ثم توصيف رسميًّا بصفة الضيوف، وقدّمت الحكومة العراقية إلى جانب المرجعيات والمؤسسات الدينية المساعدات والمأوى، لا سيّما في مدينتَي كربلاء والنجف الأشرف المقدّستَين، ما أكّد عمق الروابط الأخوية بين البلدين.
لذلك حملت الزيارة طابعًا سياسيًّا بامتياز، تجددت خلالها جسور التواصل الرسمي بين البلدين، وهو ما ظهر من تصريحات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أمام الرئيس عون، الذي أكّد فيها التزام العراق بسيادة لبنان واستقراره ورفضه لأي اعتداءاتٍ وتداخلاتٍ تمسّ هذا الركن العربي المهم، مشددًا على استمرار الدعم العراقي لمساعدة لبنان في تجاوز أزماته الاقتصادية والسياسية الراهنة، لافتًا إلى أن التعاون مع لبنان لا يقتصر على الجوانب الإنسانية، بل يمتدّ ليشمل شركاتٍ اقتصاديةٍ واستثماريةٍ قابلةً للتطوير، كاشفًا بأن المرحلة المقبلة ستشهد خطواتٍ عمليةً لتعزيز هذا التعاون على قاعدة المصالح المشتركة.