الكوثر - ايران
كما أكدت على دور المرأة المحوري في هذا المشروع، مشيرة إلى أن النساء كانت ولا تزال جزءًا أساسيًا من صمود المقاومة من خلال دورهن التربوي والجهادي.
"أثر الثورة الإسلامية على عوائل شهداء محور المقاومة"
أكدت الباحثة اللبنانية في القضايا الإسلامية والاجتماعية أن الثورة الإسلامية في إيران كان لها تأثير عميق ومستدام على عوائل الشهداء في محور المقاومة، من حيث المعنويات والصمود والاستمرارية وقالت إنّ هذا التأثير لم يكن مجرّد دعم رمزي، بل جاء على شكل رعاية شاملة واحتضان كامل من قِبل الجمهورية الإسلامية، بحيث لم يُترك أي احتياج مادي أو معنوي دون معالجة.
وأشارت إلى أن ما قدّمته الثورة من تكريم وزيارات منتظمة إلى إيران لعوائل الشهداء، وما يُرافقها من إشادة ورفع للمكانة الاجتماعية والمعنوية، جعل هذه العائلات تشعر بأنها ليست فقط موضع احترام، بل ركن أساسي في مسيرة المقاومة.
وأضافت: "لولا الأم والزوجة، لما استطاع المجاهد أن يستمر في طريقه، وخاصة عندما يطمئن إلى أن أبناءه في يدٍ أمينة".
دور عوائل الشهداء في دعم المقاومة
وفي هذا الإطار، أوضحت أن صوت عوائل الشهداء لم يبقَ حبيس الجدران، بل نُشر في الإعلام والمجتمعات المقاومة، ما أتاح تحويل هذه العائلات إلى قوة معنوية ملهمة دعمت بفعالية مشروع المقاومة.
كما تحدّثت عن الدور الحيوي الذي تقوم به مؤسسة الشهيد، التي لم تترك أي عائلة دون رعاية، بل كانت العين الساهرة على احتياجاتهم من خلال الزيارات المستمرة والمتابعة الميدانية.
دور المرأة في حركة المقاومة
وعن مكانة المرأة في حركة المقاومة، رأت الباحثة الاسلامية أن المرأة كانت وما تزال في صلب المشروع، انطلاقًا من موقعها كمربية وموجهة ومصدر إلهام، واستشهدت بالآية القرآنية: "من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"، لتؤكد أن المرأة أدركت من خلالها دورها، فربّت أبناءها على حبّ الجهاد وسلوك طريق الحسين عليه السلام، وغرست فيهم الآية الكريمة: "فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا".وتابعت قائلة: "الأم لم تكن عائقًا أمام الجهاد، بل مهّدت له الطريق، وساعدت أبناءها على تلقي التربية الإسلامية من خلال الكشافة ودورات تعليم القرآن الكريم. أما الزوجة، فكانت الحضن الدافئ، والداعم الثابت، تودّع زوجها إلى ساحة القتال وهي تقول له: ‘أمانتك محفوظة بيد أمينة’، ما يملأ قلبه بالطمأنينة والثقة بأن أبناءه لن يُظلموا بعده".
وأشارت إلى أن المرأة لم تكتفِ بالدعم المعنوي، بل شاركت في الدعم المادي وجمع التبرعات، وحفظ الأسرار، مؤكدةً أن المرأة المقاومة شريك فعّال في كل تفاصيل هذا المسار.
دور القيادة في تعزيز مشروع المقاومة
وفي سياق الحديث عن دور القيادة، شدّدت الباحثة على أن سماحة الإمام السيد علي خامنئي، يشكّل مرجعيةً ثابتةً في وجه الاستكبار، معتبرة أنه قائد لا يخشى قول الحق. وقالت: "الإمام الخامنئي قالها صراحة: إن ضربتمونا، ضربناكم، وإن قاتلتمونا، قاتلناكم. هو الذي وصف أمريكا بأنها الشيطان الأكبر، والشر المطلق، وأكّد مرارًا أنه لا ينبغي الوثوق بها أو التفاوض معها لأنها تنقض العهود".وأضافت: "الإمام لم يضع يده في يد أمريكا، ولم يصافح ولم يفاوض، بل جدّد شعار الإمام الحسين عليه السلام: هيهات منّا الذلّة، ليُعبّر عن نهج لا يساوم ولا يستكين أمام الضغوط. وهذا الخطاب هو الذي أعاد تشكيل وعي الأحرار، وثبّت معادلة العزّة والمواجهة في وجه الهيمنة".
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان