خاص الكوثر - مقابلات
کشفت زوجة الشهيد القائد "طالب سامي عبد الله"، المعروف بلقبه الجهادي "أبو طالب"، عن الأثر العميق الذي تركته الثورة الإسلامية في إيران على شعوب المنطقة، لا سيّما في الجانب الثقافي والفكري.
ففي ظلّ رؤية بعض النقاد الذين يؤكّدون أنّ مواجهة الاحتلال لا تقتصر على الجبهة العسكرية فقط، بل تحتاج إلى جبهة فكرية وثقافية موازية، أوضحت زوجة الشهيد أنّ الثورة الإسلامية كانت أوّل من تبنّى هذا المنهج الشامل في دعم الحركات التحررية.
وقالت إنّ الثورة حرصت على دعم هذه الحركات على مختلف الصعد: السياسية، الثقافية، الفكرية، والعسكرية، من خلال نشر الثقافة الدينية والعلمية والتوعوية بين شعوب المنطقة. وقد تجلّى ذلك في رعاية الجمهورية الإسلامية للعديد من المؤتمرات والندوات السنوية التي تُعنى بقضايا الأمة، كقضايا المرأة المسلمة، الشباب، وسائر الملفات الإسلامية.
اقرأ ا يضا
وأضافت زوجة الشهيد القائد أنّ الثورة لم تكتفِ بالدعم المادي أو السياسي، بل عملت على تصدير الثقافة الإسلامية المحمدية العلوية الأصيلة، وأسّست صروحًا علمية وثقافية ودينية متعددة. "ففي لبنان مثلاً"، كما قالت، "كان للثورة الإسلامية دور بارز في دعم الحوزات العلمية والمراكز التربوية، ما يعكس اهتمام السيد القائد ببناء جيل واعٍ وبصير، قادر على تحمّل المسؤولية، ومواجهة الظلم والاضطهاد."
وشدّدت على أن الثورة الإسلامية نظرت إلى المجتمعات نظرة شمولية، هدفها بناء الإنسان الكامل الذي ينال سعادة الدنيا والآخرة، وهذا ما جعلها أكثر من مجرد ثورة سياسية أو عسكرية، بل مشروعًا حضاريًا متكاملاً.
الثورة الاسلامية الشجرة الأصيلة التي حملت الأغصان واثمرت
وحول دور حزب الله وتأثير الثورة عليه، شددت قائلة: تُعدّ الثورة الإسلامية الشجرة الأصيلة التي حملت الأغصان وأثمرت، ومن أبرز هذه الأغصان “المقاومة الإسلامية” المتمثلة بحزب الله في لبنان. نشأت هذه المقاومة في أحضان الثورة، واستلهمت من روحها وزخمها، وكان الإمام الخميني (قدس سره) مصدر الإلهام والدعم المعنوي والدعائي لها منذ انطلاقتها."
وتابعت جمانة صالح في السياق نفسه: سعى حزب الله لترسيخ ثقافة المقاومة بين أبناء شعبه، خاصة في جنوب لبنان المحتل، وعمل على كسر ثقافة الاستسلام وزرع الثقة بقدرة الشعوب على مواجهة الاحتلال وقد بذلت الثورة الإسلامية جهودًا كبيرة لدعم هذه المقاومة على مختلف الصعد: السياسية، المادية، العسكرية، الثقافية، والأهم من ذلك، الروحية، مما ساعدها في تثبيت حقها في أرضها ومقدساتها وثرواتها."
وفي ختام اللقاء، أكدت زوجة الشهيد "أبو طالب" أن استمرارية محور المقاومة اليوم في وجه المشروع الصهيوني – الأميركي ما كانت لتتحقق لولا الأساس الفكري والروحي الذي أرسته الثورة الإسلامية، وأنّ هذه الروح ما تزال وقوداً حياً في صدور المقاومين والمجاهدين، رجالاً ونساءً، في سائر جبهات المواجهة.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان