الكوثر - ايران
يعتمد التحقيق على شهادات شهود عيان، تسجيلات صوتية، صور أقمار صناعية، ولقطات فيديو، ويتحدى الرواية الرسمية للاحتلال التي تدعي أن إطلاق النار كان موجها إلى عناصر مسلحة.
وفقًا للتحقيق، تم العثور على جثث 14 مسعفًا من طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني في مقبرة جماعية بعد أن ظلوا مفقودين لعدة أيام. وأظهرت الأدلة أن إطلاق النار عليهم تم من مسافات قريبة، تصل إلى حوالي 50 قدمًا، وفقًا لتحليل خبراء أدلة جنائية.
وادعى جيش الاحتلال أن السيارة الإسعافية المستهدفة كانت تابعة لـ"شرطة حماس" وتقل "إرهابيين"، لكن سجلات الاتصال التي حصلت عليها الصحيفة تؤكد أن المركبة كانت تستجيب لنداء استغاثة بعد قصف جوي، وكان على متنها ثلاثة مسعفين ذوي خبرة.
تظهر لقطات الفيديو أن سيارات الإسعاف كانت تحمل شعارات واضحة، وكان طاقمها يرتدي سترات فسفورية، مما يتناقض مع رواية الاحتلال التي تدعي أن المركبات لم تكن مميزة.
اقرأ ايضاً
تحدث الناجي الوحيد، المسعف منذر عابد، عن احتجازه وضربه وتجريده من ملابسه بعد إخراجه من سيارة الإسعاف، بينما تم إطلاق النار على زملائه، وأشار إلى أنه سمع صرخات زملائه قبل أن يسود الصمت.
تحليل التسجيلات أظهر إطلاق أكثر من 100 رصاصة خلال دقائق معدودة، مما يعزز فرضية "الإعدام الميداني". كما أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود نحو 20 مركبة عسكرية لجيش الاحتلال في محيط المنطقة خلال الحادث.
في مشهد مؤثر، سُمع أحد المسعفين، رفعت رضوان، في تسجيل فيديو يودع والدته قائلاً: "سامحيني يما، هذا هو الطريق الذي اخترته، لمساعدة الناس"، قبل أن يُقتل لاحقًا ويُعثر على جثته في المقبرة الجماعية.
التحقيقات لا تزال جارية، لكن جيش الاحتلال لم يعلق على مزاعم إساءة معاملة المعتقلين أو تفاصيل الإعدام، مكتفيًا بالقول إن العملية استهدفت "موقعًا معادياً" خشية وجود كمين.
اختتمت الصحيفة تحقيقها بالإشارة إلى مشاهد استخراج الجثث، حيث ظهر المسعفون القتلى بزيهم الطبي، مما دفع ممثل الأمم المتحدة في غزة للقول: "جاؤوا لإنقاذ الأرواح، وانتهوا في مقبرة جماعية".