شاركوا هذا الخبر

ستتحول كهنوج الإيرانية إلى مركز إنتاج التيتانيوم في الشرق الأوسط

أُدرج اسم مشروع "تيتانيوم كهنوج" - المعدن الأكثر استراتيجية في العالم - أخيرًا على موقع "إميدرو" للتنمية الصناعية والتعدينية تحت بند "المشاريع المكتملة"، في خطوة تعكس تحولًا كبيرًا في الصناعة الإيرانية.

ستتحول كهنوج الإيرانية إلى مركز إنتاج التيتانيوم في الشرق الأوسط

الكوثر- ايران

في منطقة تصل فيها درجات الحرارة نهارًا إلى 50 مئوية، وتُهدئها ليلًا نسمات "شوباد" الباردة، تبني إيران أحد أكثر مشاريعها الصناعية طموحًا: مصنع لإنتاج 700 ألف طن سنويًا من خبث الحديد الغني بالتيتانيوم.

هذا المعدن الاستراتيجي يُعد مفتاح الصناعات المتقدمة من الفضاء إلى المفاعلات النووية، وتأمل إيران عبر هذا المشروع إنهاء اعتمادها على الاستيراد والتحول إلى لاعب عالمي في هذا المجال.

اقرأ أيضاً

تيتانيوم: المعدن الذي يدير العالم

بفضل مقاومته الاستثنائية للتآكل ونسبة القوة إلى الوزن غير المسبوقة، أصبح التيتانيوم عصب التقنيات الحديثة، من هياكل طائرات "بوينغ" إلى محركات صواريخ "ناسا". ومع أن إيران كانت تعتمد كليًا على الاستيراد، فإن "إميدرو" تستثمر الآن 84.9 مليون يورو لتغيير هذه المعادلة.

يقول مدير المشروع: "هدفنا تحقيق الاكتفاء الذاتي ثم التصدير للسوق العالمية. هذا المشروع سيضع إيران على خريطة منتجي التيتانيوم".

من المنجم إلى السوق .. تفاصيل المشروع الوطني

يُنفذ المشروع في منطقة كهنوج (جنوب شرق) التي تمتلك احتياطيات تيتانيوم تفوق احتياجات المشروع بنسبة 200%، وقد بدأ العمل فيه منذ 2017. تشمل مراحل الإنتاج:

استخراج الخام

إنتاج مركز "إلمينيت"

استخلاص خبث التيتانيوم

إنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم (TiO₂).

تحديات الصحراء .. الماء والكهرباء و"شوباد"

يواجه المشروع تحديات فريدة في منطقة يقل معدل هطول الأمطار فيها عن 100 مم سنويًا. يعتمد الفريق على أنظمة إعادة تدوير المياه وتقنيات التبريد الذكية المتوافقة مع نسيم "شوباد" الليلي، مما يخفض التكاليف ويضمن الاستدامة البيئية.

لكن نشطاء البيئة يُعبّرون عن قلقهم من تأثيرات التعدين على النظام البيئي الهش. بينما تؤكد "إميدرو" حصولها على الموافقات البيئية واستخدامها تقنيات توفير المياه.

البُعد الجيوسياسي .. لاعب جديد في غرب آسيا

المشروع ليس إنجازًا صناعيًا فحسب، بل رسالة استراتيجية للمنافسين الإقليميين والعالميين. تسعى إيران عبر مواردها المعدنية إلى تعزيز موقعها في سلسلة التوريد العالمية، خاصة مع استمرار العقوبات الغربية.

"شوباد" .. رمز التغيير أم شعار؟
قد يصبح اسم "شوباد" - المستوحى من نسيم كهنوج - رمزًا للتحول الصناعي، لكن السكان المحليين ينتظرون ليروا تأثير المشروع على حياتهم.

نظرة إلى المستقبل

إذا سار كل شيء كما هو مخطط، فستتحول كهنوج إلى مركز إنتاج التيتانيوم في الشرق الأوسط، وقد تكون نموذجًا لمشاريع إيرانية أخرى. لكن النجاح مرهون بالتكنولوجيا والاستثمار المستدام والتوازن البيئي.

 "هذا ليس مجرد مصنع... إنه اختبار لمستقبل الصناعة الإيرانية".

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة