خاص الكوثر - حياة بعد الحياة
قال ضيف البرنامج السيد هادي: ووضعت الجبنة في الخبز، وراحت تقطع الخبزة والجبن إلى قطع أصغر. فاستغربت وقلت: لم لا تعطيني كلها؟ فهي لا تسمح لي بأن أقف في طابور الطعام. على الأقل فلتعطيني القطعة كلها. لم أفهم، لم أعي أن تلك اللقمة من الخبز والجبن حين وضعتها في فمي كأنني وضعت نورًا. آه، ذاب في فمي وطار عقلي كأنني تناولت طعامًا غريبًا في هذه الدنيا ولم أستطع الحركة بعدها.
وتابع: عندما طار عقلي جلست، وكانت تلك الفتاة الصغيرة تردد سؤالها: "لما لا تصلي؟ قم وصلي، قم وأقم الصلاة". لم تقلها بشكل مستمر حتى لا تزعجني، ولكنها كانت تذكرني بها. كانت تقولها بلطف. أنا هنا أرفع صوتي: "لما لا تصلي؟ انهض وأقم الصلاة". ولأنني كنت قد شبعت لأنها أشبعتني، ولم أعد أحتاج إلى الطعام، فنهضت من مكاني وقلت: "سمعًا". قمت من مكاني وقلت: "حسنا، حسنا... حسنا سأصلي". لا أعرف، رفع الأذان حتى أصلي.
إقرأ أيضاً:
وأردف السيد هادي قالت: "ماذا تصلي؟ كيف تريد أن تصلي؟ ماذا تفعل؟ فأنت لم تتوضأ؟" قلت: "لكن هنا لا يوجد ماء، من أين لي الماء؟ لا يمكن الوضوء؟ هل أتيمم؟" قالت: "لا، لا يوجد هناك ماء. اذهب إليه وتوضأ".
وقال: ذهبت إلى ذلك النهر أو الحوض أو النبع، لا أدري كيف أسميه، ولكنه كان ماءً جاريًا. أردت أن أغرف منه الماء لأتوضأ، لكن يدي لم تصل إلى الماء، حتى أنني تمددت، يعني روحي تمددت حتى تبلغ يدها إلى ذلك الماء. لكنها لم تتمكن من الوصول إلى الماء. قلت: "ماذا أفعل؟" وضعت قدمي في هذا الجانب والآخر في الجانب الآخر من النهر أو الحوض. ولكن لم تتمكن يدي من الوصول إلى الماء، فقلت لنفسي: "يا هادي، أنت تحسن السباحة، اقفز في الماء واغتسل".
وأوضح السيد هادي: عندما قفزت في الماء شعرت بالسكينة، لكن لم أستطع أن أخرج من الماء وأذهب إلى تلك الفتاة. عندما رأيت أنني لا أستطيع الخروج من الماء، قررت أن أسبح قليلاً. عندما غمست رأسي في الماء لم أكن بحاجة إلى التقاط نفس. ففي هذه الدنيا لا بد من التقاط الأنفاس من خارج الماء أثناء السباحة. لكن الأمر هناك لم يكن كذلك. رأيت في أسفل الماء ضياءً، نورًا، كأنها نافذة. سبحت بالقرب منها. كانت السباحة هناك مختلفة عن السباحة في الدنيا، فكل شيء كان بإرادتك. أردت الاقتراب من النافذة فكنت بالقرب منها. وتساءلت: "لم هذه النقطة مضيئة؟" وأدخلت يدي في تلك النقطة المضيئة. أدخلت يدي فسحبتني إلى الداخل.
واختتم ضيف البرنامج قوله: ووقعت على سطح وتغير المكان. كل مكان كان مضيئًا ومخضرًا. وهناك شخص يرتدي البياض، وسيم في البداية، تصورت أنه امرأة، ولكن لم يكن امرأة، كان ملتحيًا. سألني عن أحوالي: "كيف حالك؟ هل أنت بخير؟ ماذا تفعل هنا؟" قلت: "ثانية، أين هذا المكان؟ ماذا حل بتلك الفتاة؟ ماذا حل بتلك الفتاة الصغيرة؟" قال: "إن تلك الفتاة كانت السيدة رقية سلام الله عليها (بنت الامام الحسين عليه السلام).