الأسرة في المجتمع الغربي وما آلت إليه اليوم

السبت 21 يناير 2023 - 14:37 بتوقيت مكة

أوضح الدكتور طلال العتريسي من لبنان وهو استاذ وباحث في علم الاجتماع مفهوم الأسرة في الغرب وما هي المرتكزات التي اعتمد عليها في تحديد شكل الأسرة .

المرتكز الفكري الذي سارعليه الغرب طوال القرن او القرنين الماضيين ، اولاً اعتبر ان كل المنظومة الدينية والمؤسسات الدينية هي خارج اي دور وأي تأثير على الأنظمة والقوانين وما يمكن ان يصدر عن متابعة وملاحقة التغيرات المجتمعية المختلفة هذه نقطة انطلاق لكي نفهم بعد ذلك الى ما وصلت التشريعات الاسرية الى ما وصلت اليه .

النقطة الثانية الانسان بما انه لا يخضع لاي سلطة خارجية دينية او سلطه تحدد له ما يجب عليه القيام به، اذا كان حلالاص او حراماً او يجوز او لا يجوز هذه السلطة انتهت في المقابل تم نكريس وتأليه حرية الفرد بمعني ان الفرد لم يعد ينتظر ولا يجب ان ينتظر حياة اخرى ليحقق فيها ما يريد او يشتهي او ما ينتهي عنه في هذه الحياة الدنيا وهذا جوهر الليبرالية او جوهر العلمانية التي رفضت الدين او ابتعدت عن الدين .

لهذا السبب اليوم وانطلاقاً من هذين المرتكزين ما يرغب فيه الانسان من ميول ومن اتجاهات ومن علاقات اذا كان هو يريد ذلك واذا كانت العلاقة مرتبطه مع شخص اخر يوافق تأتي التشريعات لتبيح وتنظم هذه العلاقات استناداً الى الرغبات وليس استناداً الى القيم او الدين او ما شابه ذك اذن هذا مسار فكري وايديولوجي وبالتالي ما يحصل اليوم من أشكال جديدة للاسرة لان الغرب قبل خمسين سنه او سبعين سنه كان له نموذج واحد للاسرة وتشبه الأسرة في حياتنا الشرقية والعربية والإسلامية يعني أب لديه السلطة وام تعمل في البيت وخمس او ست او سبع اولاد، الطلاق غير مطروح على الاطلاق هذا هو نموذج الاسره الأوربية،  لكن منذ الخمسينيات الى الوقت الحاضر حصل تحولات كبيره على هذا المستوى ، مستوى التسارع في موضوع الحريات ، التسارع في ايجاد التشريعات الملائمة لهذه الحريات وهذا انعكس سلباً على الاسرة  .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 21 يناير 2023 - 13:05 بتوقيت مكة