الزينبيَّةُ والخلُودُ تلازمٌ

الخميس 17 فبراير 2022 - 13:35 بتوقيت مكة
الزينبيَّةُ والخلُودُ تلازمٌ

ثقافة_الكوثر:قصيدة بمناسبة ذكرى وفاة بطلة كربلاء السيدة زينب بنت الامام علي (سلام الله عليهما).

يا صاحِ هلاّ طُفْتَ بالأحزانِ     ***     في أرضِ سُوريةٍ هناكَ تفانِ
قبرٌ لِسبْطَةِ أحمدٍ عَصَفَتْ بهِ     ***     هوجاءُ غادرةٍ وحِقدُ جبانِ
قبرٌ نسائمُهُ الحُشُودُ تحلَّقَتْ     ***     حولَ المزارِ ومُلتقى الغُفرانِ
رامُوا إزالةَ صرحِها مِقدامَةً     ***     من عترةِ الهادي إلى الرِّضوانِ
حملتْ هُمومَ الكَونِ يومَ استُبْعِدَتْ     ***     عن كربلاءَ ومَصرَعِ الشُّجعانِ
فعلى الثرى المَذبوحُ سيِّدُ أهلِها     ***     وإمامُ مِنهاجِ الهُدى الرَبّاني
وخليفةُ اللهِ الأصيلُ وصيّةً     ***     غالتْهُ بُغضاً زُمرةُ الذُؤْبانِ
يا صبرَ زينبَ والعِيالُ تحُفُّها     ***     فَزَعَاً مخافةَ قَسوةِ الخَوّانِ
يُؤذي بسوطِ الحقدِ آلَ محمدٍ     ***     ويحيفُ بالاطفالِ والنِّسوانِ
نَكلوا بعائلةِ النبيِّ محمدٍ     ***     تاللهِ تلكَ شريعةُ النُكرانِ
قد أوقَفُوا آلَ الرسولِ بقَصْرِ مَنْ     ***     بَغَضَ النَبِيَّ وشكَّ بالقرآنِ
وهو الذي سَرَقَ الخِلافةَ دَولةً     ***     غابَ الشريفُ بها وسادَ الجاني
يا صبرَ زينبَ وهي تُبصِرُ مِحنةً     ***     فاْبْنُ الجَهالةِ نَشوةُ السكرانِ
يَهوي على رأسِ الحُسينِ بسَوطهِ     ***     ثأراً وينكُتُ ثَمَّ بِالأسنانِ
يروي قصيدَ الكافِرينَ تشفِّياً     ***     ويُعيدُ خِزْيَ حَبائبَ الاوثانِ
في وقفةِ المجْدِ الأبيّةُ زينبٌ     ***     صرَختْ بوجهِ الإثمِ والعُدوانِ
مسَحَتْ به أرضَ البِلاطِ هَصُورَةً     ***     فغدا يزيدُ فضيحةَ الأزْمانِ
نَسفَتْ خديعةَ جائرٍ مُتغَطْرسٍ     ***     بثباتِ قَولٍ بَلْ بِبأْسِ جَنانِ
فتخلّدَتْ عَبْرَ الدُّهورِ خَطِيبَةً     ***     واسَتْ فِداءَ السِّبطِ بالإعلانِ
فهي ابنةُ الهادي النذيرِ عقيلةٌ     ***     هي كربلاءُ وثورةٌ ومعانِ
السامريُّونُ استَشاطوا غَضْبَةً     ***     لفَظُوا فحيحاً ضارِمَ النِّيرانِ
حرقوا المَساجدَ والقِبابَ مَعالِماً     ***     تهدي العبادَ الى رِضا الرحمنِ
قتلوا المُروءةَ والصفاءَ وخِلَّةً     ***     كِرمى الطُّغاةِ وباعةِ الأوطانِ
الآكِلينَ من الخيانةِ مَطعَماً     ***     والشاربينَ باَكْؤُسِ الخِذلانِ
قد حاصَروا قَبْرَ العقيلةِ مَرقداً     ***     خسِئتْ مآربُهُم بنو الشَّيطانِ
لم يَدرِكُوا أنَّ الضريحَ رسالةٌ     ***     صوتٌ يُهيبُ بصولَةِ المُتفانِي
ذادَ الحُماةُ ودافَعُوا عن قبرِها     ***     فتبَعثرَتْ معزوفَةُ الغِربانِ
تلك العقيلةُ زينبٌ مَحروسةٌ     ***     بفِداءِ مَن ضَحّى على إيمانِ
فالزينبيَّةُ والخلُودُ تلازمٌ     ***     يا خيبةَ المتَوحِّشِ الخَسْرانِ

بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 17 فبراير 2022 - 11:44 بتوقيت مكة
المزيد