ألقاب السيدة زينب الكبرى عقيلة بني هاشم عليها السلام

الخميس 9 ديسمبر 2021 - 17:54 بتوقيت مكة
ألقاب السيدة زينب الكبرى عقيلة بني هاشم عليها السلام

اسلاميات - الكوثر: حملت السيدة زينب عليها السلام تدبير أمور أهل البيت، بل الهاشميين جميع، بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام، فلذلك لقبت بعقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبين.

وهي التي لقبت: بالعقيلة، والمؤثقة، والعارفة، والعالمة غير معلمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل عليّ، والسيدة وهو اللقب الذي اذا اطلق لا ينصرف الا عليه، وهي كريمة الدارين، جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية، وكانت عند أهل العزم أم العزائم، وعند أهل الجود والكرم أم هاشم، وكثيرا ما كان يرجع اليها أبوها واخوتها في الرأي، فسميت صاحبة الشورى، كما كانت دارها مأوى لكل ضعيف ومحتاج، فلقبت بأم العواجز.

اوصافها

العبادة

كانت السيدة زينب عليها السلام مثالا حيا من مثل أهله، فكانت صوامة قوامة، قانتة لله تعالى تائبة اليه، تقضي أكثر لياليها متهجدة تالية للقرآن الكريم، ولم تترك كل ذلك حتى في أشد الليالي عليها كربا وهي ليالي كربلاء، فكانت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته، يقطعون الليل في تلاوة القرآن والعبادة، لا تغفل لهم عين ولا يهجعون. وما تركت نوافلها الليلية حتى في يوم استشهاد أخيها الامام الحسين واليوم الذي يليه، رغم المصائب والمحن التي نزلت بها. وكان لعبادتها عليها السلام وخشوعها لله تعالى، وسمو روحه، وكثرة اطلاعه، أكبر الأثر فيمن حوله، كما كان له كذلك تأثير في كلامها فنظمت الشعر الرفيع، ومنه: 

سهرت أعين ونامت عيون

لأمور تكون أو لا تكون

ان ربا كفاك ما كان بالأمس

سيكفيك في غد ما يكون

فادرأ الهم ما استطعت

عن النفس فحملانك الهموم جنون

الزهد

كانت السيدة العقيلة زينب عليها السلام المثل الاعلى في القناعة والزهد والبعد عن متاع الدنيا ونعيمه، فأعرضت عن زهرة الحياة من المال الوفير لدى زوجها عبد الله بن جعفر، كما أعرضت عن الولد والحشم والخدم، فخرجت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام، باذلة النفس والنفيس في سبيل الحق ونصرة الدين، ورغم علمها بما قد يجري عليهم من المصائب والاحداث، مؤثرة الآخرة على الدني،"والآخرة خير وأبقى".

الصبر

تحملت السيدة العقيلة الطاهرة عليها السلام ما تعرضت له من احداث الدهر من استشهاد امها وابيها وأخويها عليهم السلام صابرة محتسبة ومفوضة أمرها الى الله تعالى، راضية بقضائه وتدبيره، قائمة بما ألقي على كاهلها من عبء مراعاة العيال ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد اخوتها وأهل بيته، رابطة الجأش بايمانها الثابت وعقيدتها الراسخة، حتى أنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الامام الحسين سلام الله عليه وهو مقطع الأوصال:"اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان".

الشجاعة

كانت قصة زينب عليها السلام ومسرحيتها على مسرح هذه الحياة تبدأ منذ أن قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام. ومنذ أن غرقت أرض كربلاء في الدماء الزكية من آل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. فمنذ تلك اللحظات الرهيبات ومن تلك الفترات المظلمات بدأت هذه السيدة العظيمة على مسرح تاريخ البطولات تسجل لنفسها تلك الصحائف البيض بمداد من النور. فلم تهب السلطة، ولم تخف السطوة، ولم تحذر القوة، ولم تقم لهم وزناً أبد، كما لم تحسب لهم أي حساب!! لانها رأت نفسها مع الحق والحقيقة، ولاحظتهم بأنهم مع الباطل.

البلاغة والفصاحة

اما فصاحتها وبلاغتها عليها السلام وقدرتها على الابانة والتعبير، والوصول والانتهاء الى حسن الكلام بسلاسة وسهولة مع تخير اللفظ واصابة معناه واستواء في التقسيم وتعادل في الاطراف وتشابه اعجازه بصدره وموافقة أواخره ببداءته، بحيث يصبح المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وكمال صوغه وتركيبه، فيصير عذبا جزلا سهل، به رونق وحلاوة، يقبله الفهم الثاقب ولا يرده، ويستوعبه السمع الصائب ولا يمجه، فهذا كله مما ورثته السيدة الطاهرة العقيلة عن ابيها الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. فقد كان عليه السلام معروفا بسيد الفصحاء وامام البلغاء، حتى لقد قيل عنه، كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق. هذه البلاغة العلوية والفصاحة الهاشمية، ورثتها السيدة الكريمة بشهادة العرب أنفسهم، وهم أهل البلاغة والفصاحة. وهكذا اصبحت تمتاز بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلة،وخصالها الحميدة. ومفاخرها البارزة، وفضائلها الظاهرة عن نساء العالمين. ولا عجب، فانها هي من تلك الشجرة التي فرعه، وأصلها في السماء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 9 ديسمبر 2021 - 17:27 بتوقيت مكة