1- التفسير بإيجاز: إني وجدت امرأة تملكهم لما قال الهدهد : وجئتك من سبإ بنبإ يقين قال سليمان : وما ذلك الخبر ؟ قال : إني وجدت امرأة تملكهم يعني بلقيس .أي انها على رأس مملكة كبيرة وهي مملكة سبأ في اليمن.
(قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ) "الآية 34"
2- التفسير بايجاز: قال ابن عباس : أي إذا دخلوا بلدا عنوة أفسدوه ، أي : خربوه ، (وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) أي : وقصدوا من فيها من الولاة والجنود ، فأهانوهم غاية الهوان ، إما بالقتل أو بالأسر .
3- القرآن الكريم يحدثنا عن وقائع تاريخية مهمة ويؤكد لنا على ضرورة الاستفادة واكتساب التجربة الاجتماعية والتربوية وفي ظاهره الانيق او باطنه العميق نلحظ التجربة السياسية ومعالمها المهمة، ومنها هذه الواقعة التاريخية لمملكة سبأ و ملكتها التي بينت من خلال أقوالها مبدأ سياسي ورئيسي مهم وكذلك الحكمة في قولها وفي اتخاذ القرارات المصيرية.
4- نجد أهم شكلين من الدول الملكية (تاريخيا وحاليا) الملكية الفردية والملكية الدستورية ، وما بينهما العديد من أشكال الملكية، والذي يبدو مما تم ذكره في القرآن الكريم حول مملكة سبأ انها أقرب ما تكون شبيهة بالمملكة الدستوربة، وأن الملكة لم تكن تتخذ قرارا فرديا متعاليا على الشعب بل تسعى الملكة لمشاركة شعبها باتخاء القرار المهم كما جاء في القرآن الكريم: ( يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ)
وحتى ما اوردته الملكة من حكمة في قولها لشعبها (ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها و جعلوا اعزة اهلها اذلة...) ، ففيه شيء من الموعظة والإرشاد .خلافا لما نراه في مملكة فرعون موسى (ع) الذي كان يقول (ما اريكم إلا ما ارى.....).
5- وسنبين في موضوع قادم المبادىء التي يعتمدها الملوك عادة في حكمهم ومواصفاتها من خلال القران الكريم وكلها هذه تعبر عن دروس سياسية قيمة لمن يؤمن أن القران الكريم كتاب حكيم وبحر عميق وبظاهر جميل وأنيق.
و الحمد لله رب العالمين.....
علي العلوي / قم المقدسة
إقرأ أيضا: رؤى سياسية قرانية.. ح 16 (... قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ...)