شاركوا هذا الخبر

رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (31) مسلم بن عبد الله المجاشعي (رض)

اسلاميات-الكوثر: كان مسلم المجاشعي (رض) يعيش في المدائن أيّام واليها حُذيفة بن اليمان ، وبعد مقتل عِثمان وبقاء حذيفة والياً عليها بأمر أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) قرأ حذيفة على الناس رسالة الإمام (ع) ، ودعاهم إلى بيعته متحدّثاً عن سابقيته للاسلام وجهاده بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله).

رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (31) مسلم بن عبد الله المجاشعي (رض)

لمّا بايع الناس أمير المؤمنين (عليه السلام) ، طلب مسلم المجاشعي من حذيفة أن يحدّثه عن حياة الامام علي (ع) ومواقفه في بناء صرح الاسلام، ففعل فأصبح مسلم من الموالين لأمير المؤمنين علي (ع) ، ورسخ حبّ الإمام (ع) في قلبه حتى قال (عليه السلام) فيه يوم الجمل : ((إنّ الفتى ممّن حشى الله قلبه نوراً وإيماناً((

في المناقب للخوارزمي في ذكر أحداث حرب الجمل:ـ  لمّا تقابل العسكران : عسكر أمير المؤمنين علي (ع) وعسكر أصحاب الجمل، جعل أهل البصرة يرمون أصحاب علي بالنبل حتى عقروا منهم جماعة، فقال الناس: يا أمير المؤمنين ، إنّه قد عقرنا نبلهم فما انتظارك بالقوم ؟!

فقال الامام علي (ع) : اللهمّ إنّي اُشهدك أنّي قد أعذرت وأنذرت ، فكن لي عليهم من الشاهدين .

ثمّ دعا الامام (ع) بالدرع ، فأفرغها عليه ، وتقلّد بسيفه واعتجر بعمامته واستوى على بغلة النبي (ص) ، ثمّ دعا بالمصحف فأخذه بيده ، وقال (ع) : يا أيّها الناس ، من يأخذ هذا المصحف فيدعو هؤلاء القوم إلى ما فيه ؟

قال : فوثب غلام من مجاشع يقال له: مسلم، عليه قباء أبيض، فقال له: أنا آخذه يا أمير المؤمنين .

فقال له الامام علي (ع): يا فتى إنّ يدك اليمنى تقطع ، فتأخذه باليسرى فتقطع ، ثمّ تضرب عليه بالسيف حتى تقتل ؟

فقال الفتى: لا صبر لي على ذلك يا أمير المؤمنين .

قال : فنادى علي (ع) ثانية، والمصحف في يده ، فقام إليه ذلك الفتى وقال : أنا آخذه يا أمير المؤمنين .

قال : فأعاد عليه على مقالته الاُولى ، فقال الفتى : لا عليك يا أمير المؤمنين ، فهذا قليل في ذات الله ، ثمّ أخذ الفتى المصحف وانطلق به إليهم ، فقال: يا هؤلاء ، هذا كتاب الله بيننا وبينكم .

قال : فضرب رجل من أصحاب الجمل يده اليمنى فقطعها ، فأخذ المصحف بشماله فقطعت شماله ، فاحتضن المصحف بصدره فضرب عليه حتى قتل رحمة الله عليه .

كانت أمه (رضوان الله عليها) تنظر إلى ما فعلوا بابنها ، وما إن سقط شهيداً حتى ركضت نحوه وانحنت عليه واحتضنته وجرّته إلى المعسكر وساعدها جماعة من العسكر ووضعوه أمام أمير المؤمنين (ع) فقالت:

يا ربِّ إنَّ مسلماً أتاهمْ * بمُحكمِ التنزيلِ إذْ دعاهمْ

يتلو كتابَ اللهِ لا يخشاهمْ * فخضّبوا من دمهِ قناهُمْ

وأمُّهمْ واقفةٌ تراهمْ * تأمُرُهمْ بالقتلِ لا تنهاهمْ

                                   فرَّملوهُ رُمِّلتْ لحَاهمْ

فلما رأى أمير المؤمنين (ع) الشاب وهو مثخن بدمائه رفع يديه إلى السماء وقال:

)اللهم إليك شخصت الأبصار، وبسطت الأيدي وأفضت القلوب، وتقربت إليك بالأعمال، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالفتح وأنت خير الفاتحين).

وكانت شهادته ( رضوان الله عليه ) سنة ٣٦ هـ .

إقرأ أيضا: رجال حول أمير المؤمنين (ع).. (28) كميل بن زياد النخعي (رض)

 

 

 ((مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ ۖ فَمِنهُم مَن قَضىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ ۖ وَما بَدَّلوا تَبديلًا)) ﴿الأحزاب:۲۳﴾

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة