آية الله السيد ياسين الموسوي: أبو مهدي المهندس كان جندياً من جنود الولاية

السبت 2 يناير 2021 - 22:11 بتوقيت مكة
آية الله السيد ياسين الموسوي: أبو مهدي المهندس كان جندياً من جنود الولاية

العراق _ الكوثر: أجرت مجلة «مجتمعنا » مقابلة مع إمام جمعة بغداد سماحة آية الله المجاهد السيد ياسين الموسوي، حول السمات الاخلاقية والجهادية التي كان يتميز بها الشهيد أبومهدي المهندس بمناسبة الذكری السنوية الأولى لإستشهاد قادة النصر، وأشار سماحة آية الله الموسوي إلى أن الشهيد المهندس كان تربطه علاقات وثيقة مع الولي الفقية والمرجعية الدينية في النجف الاشرف.

 

و لكم فيما يلي نص الحوار: 

كيف وأين قابلتم الشهيد المهندس لأول مرة؟

لا أتذكر أين كان لقائي الأوّل بالشهيد المهندس(قدّس سرّه) ولكني عرفته من حين مجيئه إلى الجمهورية الإسلامية مع إخوانه المجاهدين الذين إنتقلوا إلى الكويت بسبب ظروف خاصّة مرت عليهم بسبب محاولة النظام البعثي، إغتيال امير الكويت آنذاك. وقد كانت هجرة المهندس مباركة حيث إلتحق بفيلق بدر، طبعاً في بداية تشكله وقبل أن يصير فيلقا. ثمّ انتخب الحاج المهندس عضوا في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق مع أربعة من قادة المجاهدين المقاتلين في جبهات الحقّ ضد الباطل.

ما هي رؤية الشهيد بالنسبة للوحدة الاسلامية بحسب معرفتكم به؟

الذي عرفته من الحاج أبي مهدي أنّه كان جنديا من جنود الولاية وليس له رأي آخر في جميع المسائل السياسية والجهادية، وكان يصرح بذلك ويفتخر، وقد عرف بين أصحابه وأقرانه بهذا الأمتياز، ولذلك فهو يؤمن بالوحدة الإسلامية كشعار وواقع ويعده إيمانه بهذه الوحدة من المقدسات التي لا يمكن ان يتخلى عنها.

كيف كان ينظر الشهيد المهندس الى موضوع ولاية الفقيه؟

يكفي الحاج المهندس أن يكون على رأس الهرم المحسوب على المؤمنين بولاية الفقية بين المجاهدين في قوات بدر وغيرها، وكانت هذه الولاية متمثلة بالإمام الخميني (قدّس سرّه) وبعده بخليفته الإمام الخامنئي (دام ظله).

كيف كانت علاقة الشهيد المهندس بالمرجعية الدينية في النجف؟

ربّما إن السيّد القائد (دام ظله) أمرالجميع بطاعة المرجعية في النجف الأشرف والعمل طبق أوامرها ورؤيتها، فكان موقف الشهيد المهندس متطابقا تماما مع هذه الأوامرالواجبة ولا يسمح لأحد في الحشد الشعبي أن يتخلّف عن أوامر المرجعية في النجف الأشرف.

كيف كان يتعامل الشهيد المهندس مع أتباع المذاهب والديانات الأخرى؟

كان يتوجه إلى جميع فئات الشعب العراقي بمستوى واحد، فلذلك فقد أوجد في الحشد الشعبي لواءا للمسيحين يدافع عن مناطقهم وكنائسهم بالإضافة إلى قوات الحشد الأخرى التي تساعدهم في مهامهم العسكرية القتالية و التدريبية والتسليحية وغيرها. وهكذا بالنسبة لباقي الأقليات الدينية الموجودة ضمن شرائح الشعب العراقي من الشبك وغيرها.

ما هي مكانة الشهيد المهندس بين فصائل المقاومة العراقية؟

كان أباً واقعيّاً يحبّه الجميع ويؤمنون بأهدافه وشخصيته وتواضعه وتربيته. كان يستوعب الجميع ويسعى لجمع كلمتهم وجعلهم يداً واحدة على عدوهم.

برأيكم ماذا فعل الشهيد المهندس حتى أصبح الولي الفقيه يدعو له في صلاته كل ليلة؟ (الامام الخامنئي) قال للشهيد المهندس أنه يدعو له كل ليلة في صلاته)؟

رأى فيه تدينه وتضحيته وإخلاصه بالإضافة إلى ما عُرف عن السيّد القائد (دام ظله) ورؤيته النورانية وإنّه ينظر بنور الله (عزوجل)، فلعله كان يعلم النتيجه العليا والمقام الأرقى الذي سوف يحصل عليه بشهادته (رضوان الله عليه).

اقرأ ايضا .. امام جمعة بغداد: الشعب العراقي يشعر باليتم بعد رحيل الحاج قاسم سليماني

وبالحق فهو يستحق ذلك المقام فكل حياته كانت جهاداً وتضحية وفداءا ونكراناً للذات وطاعة للمرجعية وولاية الفقيه. ولعلكم سمعتم بالقضية العجيبة التي تفرد بها في المجتمع العراقي المعاصر والتناقضات التي يعيشها الناس، وما رأه من المسؤولين السياسين بعظم مال الله (عز وجل) ولا يقرون منه شيئاً دون الخوف منه (تعالى) ولا حياء من الناس، والقضية هي: إنه عندما فاز بانتخابات مجلس النواب في الدورة الأولى وأصبح نائبا عن الشعب العراقي في المجلس وقد استمر يأخذ في المجلس مدة زمنية حتى أعلن الأمريكان بأنه مطلوب في مسألة أمنية مرتبطة بالكويت أيام كان يسكن الكويت قبل مجيئه إلى الجمهورية الإسلامية ممّا ألزمه أن يهاجر مرّة أخرى الى الجمهورية الاسلامية، ابتعد عن الأنظار حتى لا يقع فريسة بيد الأمريكان واستمر غيابه لمدة طويلة، وبعد هذه المدة جاءت مراسلة من مجلس النواب بلزوم أن يخول شخص عنه ليستلم راتبه كنائب في مجلس النواب وهي رواتب ضخمة، ربّما أن تكون أكثر من نصف ميليون من دولار ولكنه أجاب المجلس، بأنّه لا يستطيع أن يقوم بمثل هذا التحويل لأنّه لا يجوز أخذ شيء من تلك الأموال لأنّه لا يستحقها بسبب أنه كان غائبا عن الجلسات وأعمال المجلس وهذا الموقف الرائد إللهي لا يمكن أن يصدر إلا من نفس كريمة لا تهتم بمال الدنيا كلّه، فقد باع نفسه لله تعالى.

ما هو الدور الذي لعبه الشهيد المهندس في هزيمة داعش؟

عرف عن الشهيد حضوره الميداني في جميع المعارك التي كانت مع داعش وكان هو في أوائل ومقدمة الذين دخلوا معسكر تلعفر الاستتراتيجي وكانت المعركة لم تنته بعد، وقد نقل لي المرحوم الشهيد المهندس قصة حدثت معه في تلك الساعات الأولى التي دخلوا فيها للمعسكر، قال: كان الطريق الوحيد للمعسكرترابي وممتلئ بالحفر والأماكن التي يمكن أن تكون كمائن للعدو وقد أمضينا فيها فترة من الزمن وربّما ذكر انها ساعتين أو أكثر وكان القصف مستمرا من داعش على المعسكر وعندما كنت أمارس مهامي وإذا بي أرى أمرأة كبيرة في السن وسط المجاهدين في تلك الحالة الصعبة، فسألت: مَن تكون هذه المرأة؟

فأجابني أحد المجاهدين: انها أم حسين. بشكل يفترض أمي أعرفها، أو هي من الشهرة معروفة لا يمكن لأحد أن يجهلها. فسألت مرّة أخرى: ومَن هي أم حسين؟ وماذا تفعل بيننا هنا في وسط القنابل والمعارك والاشتباكات؟ فأجاب: انها يا حاج أم حسين هنا المرأة المجاهدة التي تحضر الطعام للمجاهدين في كل مكان، وقد جاءت بالطعام حارا سريعا إلينا كعادتها ولم تنسه ونحن في وسط المعركة. قال: فقلت لهم: نادوها لتأتي إليّ. فجاءت عندي، فقلت لها: يا أم حسين كيف جئت إلى هنا ونحن لم نستطع الوصول إلى هنا إّلا بشق الأنفس؟

فقالت: جئت بسيارتي(إليكم) هذه مع بعض أبنائي.

فقلت لها: و كيف سوف ترجعين؟

فقالت: كما جئت أرجع.

فقلت لها: الطريق وعرة وترابية ومملوءة بالحفر وخطرة ويحتمل أن تكون هناك كمائن للعدو وأنت ومن معك مدنيون ليس معكم ما تدافعون به عن أنفسكم؟ فأصرت أن تبق حتى توزع الطعام على جميع المجاهدين ولا ترجع حتى تطمئن على أنها استطاعت أن تسدّ جوعهم.

قال الحاج (رضوان الله تعالى عليه): فقلت للشباب أن لا ترجع وحدها وانّما ترجع معنا بموكبنا وحمايتنا وإن كانت سيارتها المدنية سوف تعرقل سيرنا.

وبالفعل رجعت أم حسين مع الحاج أبو المجاهدين بكل عز وبسلامة حتى وصلت إلى المناطق الآمنة المختلفة. انتهى مقدار القضيّة التي نقلها لي المرحومة الشهيد أبو مهدي.

وقد تعرض (رحمه الله تعالى) برجوعه هذا إلى كمين أدّى الى جرحه جرحا طفيفا واستشهد أحد من كان معه حسب ما أخبرت.

مهما يكن فإن الدور الكبير الذي قام به المجاهد أبو مهدي المهندس في محاربة داعش وهزيمته وتحرير الأرض وحماية العرض فهو الذي أهّله أن يلقى الله شهيدا، كما هو الحال في شهادته التي إمتاز بها إلى جانب معلمه الشهيد قاسم سليماني، كما كان يقول: أنا دائماً جندي وتلميذ عند الحاج قاسم سليماني.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 2 يناير 2021 - 21:36 بتوقيت مكة
المزيد