رجال ثأروا للحسين (ع)..(4) ثورة أهل المدينة (واقعة الحرة)

الخميس 31 ديسمبر 2020 - 12:33 بتوقيت مكة
رجال ثأروا للحسين (ع)..(4) ثورة أهل المدينة (واقعة الحرة)

اسلاميات-الكوثر: لقد حصلت جملة من الثورات بعد النهضة الحسينية والتي كانت الثورة الحسينية مشكاتها ونورها الهادي في الثورة والخروج على الطواغيت من الحكام ومنها ثورة التوابين ونهضة المختار الثقفي، ثورة أهل المدينة المنورة المعروفة بواقعة الحرة.

خرج الصحابة وابناء الصحابة في المدينة المنورة على يزيد بن معاوية وخلعوه بعد السنة التي قتل فيها الامام الحسين (عليه السلام) في سنة 63 هـ ، وقد قاد المعركة الصحابي الجليل (عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة) الذي أدرك رسول الله صغيرا.

وقد وبيّن عبد الله بن حنظلة في نهضته: ((والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء, إنّه رجل ينكح أمهات الأولاد والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة)).

وقد اعدَّ (يزيد بن معاوية بن ابي سفيان الاموي) جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة المُرِّي (مسرف، لما اسرف في دماء المسلمين)، الذي دخل المدينة واستباحها لمدة ثلاثة أيام، وانتهك الأعراض حتى قيل إنه أفتضت فيها ألف عذراء، وقد قتل في هذه الواقعة خلق كثير من أصحاب رسول الله (ص) من مهاجرين وأنصار، وغيرهم من أبناء الصحابة، ومن حملة القرآن الكريم، وأربعة الآف من سائر الناس على أقل تقدير، وقتل فيها من الهاشميين خمسة رجال. ولما بقي لواء عبد الله بن حنظلة حوله خمسة رجال، رمى درعه وقاتلهم حاسرا حتى استشهد (رضوان الله عليه) وأبناؤه العشرة وأخوه .

تفصيل واقعة الحرة:

ذكر المؤرخون ان يزيد بن معاوية طلب من أمير جيشه (مسلم بن عقبة المُرِّي)، أن يزحف نحو المدينة ويأخذ منهم البيعة لأنهم تمرّدوا بعد واقعة الطف.

فقدم جيش يزيد المدينة ونزل حرة واقـم (إحدى حرتي المدينة)، وقد دعا (مسرف بن عقبة) أهل المدينة إلى البيعة على أنهم عبيد ليزيد يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم فمن أبى البيعة بهذه الصورة قُتل، واستثنى من ذلك الإمام علي بن الحسين(ع).

وقد رفض أهل المدينة مبايعة يزيد وخرجوا لمحاربته، فكَسَرهم جيش الشام، ودخل الجُند المدينة وأباحوها، فنهبوا الأموال وسبوا النساء واستباحوا الفروج، ودفنت مجموعة كبيرة من شهداء الحرّة في البقيع بجوار شهداء أحد.

كما ذكر المؤرخون، ان جيش يزيد خاض في الدماء حتى وصلت الدماء الى قبر رسول الله (ص) وامتلأت الروضة والمسجد.

قال مجاهد: التجأ الناس الى حجرة رسول الله ومنبره والسيف يعمل فيهم... وذكر المدايني عن أبي قرة قال: قال هشام بن حسان: ولدت الف امرأة بعد الحرة من غير زوج .

مسلم بن عقبة :

من أصفياء معاوية، وموضع ثقته، وهو من أعظم المجرمين الذين اصطفاهم معاوية لنفسه، وأعدهم للعظيم من أموره.

أدرك معاوية أنه هالك وميت لا محالة، وأن أهل المدينة سيتمردون ويثورون على ابنه وخليفته من بعده يزيد بن معاوية، ومساعدة لابنه، واستمرارا لمخططه الرامي إلى تفريغ الأرض من المؤمنين الصادقين أوصى معاوية ابنه يزيد، قائلا: (إن رابك منهم ريب، أو انتقض عليك منهم أحد، فعليك بأعور بني مرّة، مسلم بن عقبة ).

قال الدينوري والذهبي: قال رأيت أبا سعيد الخدري ولحيته بيضاء، وقد خف جانباها، وبقي وسطها فقلت: يا أبا سعيد مال لحيتك ؟ فقال: (هذا فعل ظلمة أهل الشام يوم الحرة، دخلوا علي بيتي، فانتهبوا ما فيه حتى أخذوا قدحي الذي كنت أشرب فيها الماء، ثم خرجوا ودخل علي بعدهم عشرة نفر وأنا قائم أصلي، فطلبوا البيت فلم يجدوا فيه شيئا، فأسفوا لذلك، فاحتملوني من مصلاي، وضربوا بي الأرض، وأقبل كل رجل منهم على ما يليه من لحيتي فنتفه، فما ترى منها خفيفا فهو موضع النتف وما تراه عافيا فهو ما وقع في التراب فلم يصلوا إليه، وسأدعها كما ترى حتى أوافي ربي).

هذه بعض أفعال الجيش الذي بناه معاوية.

إقرأ أيضا:  رجال ثأروا للحسين (ع)..(3) سليمان بن صُرَّد الخزاعي قائد ثورة التوابين

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 31 ديسمبر 2020 - 12:16 بتوقيت مكة
المزيد