أخيرا وبعد طول إنتظار.. ولدت الحكومة العراقية أمس برئاسة مصطفى الكاظمي ونالت ثقة مجلس النواب بعد التصويت على أغلب الوزراء المرشحين للوزارة فيما تم تأجيل التصويت على وزارتي النفط والخارجية.. وقد أكد الكاظمي بعد نيل ثقة البرلمان أنه سيعمل بشكل حثيث على كسب ثقة ودعم الشعب العراقي معربا عن أمله بأن تتكاتف القوى السياسية جميعا لمواجهة التحديات الصعبة.
التحديات الصعبة التي أشار إليها الكاظمي لعل من أهمها.. دعم وتعزيز القطاع الصحي في ظل مكافحة فيروس كورنا وكذلك معالجة الأزمة الإقتصادية الناجمة عن تراجع أسعار النفط وموضوع الإنتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في أقرب وقت ممكن ومعالجة الموضوع الأمني في ظل الظهور المريب لتنظيم داعش الوهابي.. والتحدي الأهم وهو تنفيذ قرار البرلمان العراقي ومطلب الشعب العراقي بإنهاء الوجود الأمريكي على أراضي البلد وأيضا العلاقات مع الصين والموقف من الصفقة التجارية الكبرى التي عقدتها بغداد مع بكين والتي عارضتها الولايات الولايات المتحدة بشدة. فلنتابع
فيما كان العراقيون يسعون إلى ترتيب بيتهم الداخلي والتعاون من أجل تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الكبيرة التي يعاني منها البلاد واصلت الولايات المتحدة تدخلاتها في شؤون هذا البلد بكل وقاحة.
الولايات المتحدة وبعد أن كان لها الدور الأكبر في تشويه التظاهرات المطلبية المشروعة التي خرجت في العراق بهدف تحسين الأوضاع الإقتصادية والمعيشية المتردية حيث دفعت بعناصر ما كانوا يعرفون بالجوكرية أو أبناء السفارات الذين قاموا بتشويه مطالب الجماهير واستخدموا العنف والإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وشوهوا المشهد السياسي العراقي.. قامت الولايات المتحدة بعد ذلك بممارسة الضغوط الأمنية على العراق عبر العناصر الإرهابية وجماعة داعش الوهابية التي استقدمتها من سورية ومناطق أخرى وأيقظت الحواضن النائمة لضرب مقرات أبطال الحشد الشعبي والمقرات العسكرية الأخرى.. ومن ثم قامت الولايات المتحدة بتسريب رسائل تهديد للقادة العراقيين وهو ما كشف عنها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وتضمنت الرسائل تهديدات مبطنة بإنزال العقوبات على العراق في حال لم تتم المصادقة على أسماء بعينها وردت في التشكيلة الحكومية وهي أسماء تمثل بطبيعة الحال السفارة الأمريكية أكثر مما تمثل الشعب العراقي..
عن حكومة الكاظمي والتحديات القائمة نخصص ملفنا لهذه الليلة من قضية ساخنة ولكن بعد هذا العرض.