15رجب وفاة زينب الكبرى عليها السلام ... عظمة السيدة زينب بنت أمير المؤمنين(ع)

الثلاثاء 10 مارس 2020 - 08:58 بتوقيت مكة
15رجب وفاة زينب الكبرى عليها السلام ... عظمة السيدة زينب بنت أمير المؤمنين(ع)

مناسبات - الكوثر: يوافق الخامس عشر من شهر رجب ذكرى وفاة عقيلة اهل البيت (ع) السيدة زينب عليها السلام ، فبهذه المناسبة الأليمة نسلط الضوء على بعض مواقفها المشرفة.

 أدركت السيدة زينب (عليها السلام) جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فهي على الاصطلاح: صحابية .

وأدركت أمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) ورأت مصيبتها ، وسمعت خطبتها في المسجد النبوي الشريف،  وشاهدت أذى القوم لها، وكسر ضلعها وسقط جنينها واستشهادها و تشييعها ودفنها (عليها السلام) ليلاً .

وأدركت أبيها الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وكانت حاضرة خطبه وجهاده واستشهاده..

وسمعت جبرائيل (عليه السلام) ينادي بين السماء والأرض: ( تهدمت والله أركان الهدى).

وأدركت أخيها الإمام الحسن (عليه السلام)، ومصائبه، وتسميمه ، وقذف كبده من فمه، وتشييعه ، ورمي جنازته بالسهام.

وحضرت كربلاء بكل قضاياها الفريدة في العالم.

وأدركها الأسر، ولأول مرة تؤسر بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وكانت (عليها السلام) هي التي أوصلت صوت الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العالم بأجمعه.

واُحضرت مجلس ابن زياد ومجلس يزيد، ومن ثم عودتها إلى مدينة جدها(صلى الله عليه وآله وسلّم) بكل مآسيها، وفي المدينة المنورة تلقتها نساء أهل البيت ونساء المسلمين بكل لوعة وأسى .

ومن جملة من تلقتها من النساء ( أم لقمان) وكانت صديقة لزينب (عليها السلام) فلما رأتها لم تعرفها، فقالت لزينب (عليها السلام): من أنت يا أُخيَّة؟ بينما لم يكن بُعدها عنها أكثر من أشهر، وإنما لم تعرفها لشدة تأثير المصائب عليها، فرأتها امرأة متحطمة مغبرة الوجه من حر الشمس، مبيضة الشعر… لذا قالت: من أنت يا أخيّة ؟

فقالت زينب (عليها السلام): لك الحق أن لا تعرفيني ، أنا زينب.. فعلا نحيبها وبكت بكاء شديدا قلّ مثيله.

وهكذا تلقت السيدة زينب (عليها السلام) هذه المصائب.

نعم إن رفعة درجات الآخرة رهينة بكثرة الابتلاءات والمشاكل في دار الدنيا، ألم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأُمها فاطمة (عليها السلام): ( يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً).

وقد قالوا (عليهم السلام): ( أفضل الأعمال أحمزها).

ولا فرق في ذلك بين الأحمز طبيعة، كالصيام في الحر بالنسبة إلى الصيام في البرد ، وبين الأحمز اختيارا، ولذا كان الإمام الحسن (عليه السلام) يذهب إلى الحج ماشيا راجلا، والنجائب تساق بين يديه، وقد ذكرنا في (الفقه) الجمع بين هذا الحديث وبين قوله سبحانه: [ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ] (9).

العصمة الصغرى

وهكذا السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)، فان التراب لا يأكل اجساد هؤلاء الطاهرين.

فان لها من المقام عند الله سبحانه ما يجعلها في المرتبة الثانية من المعصومين (عليهم السلام).

ولذا صرح بعض العلماء : بأن لها العصمة الصغرى..

ومع كل ذلك فكيف لا يكون لمرقدها الشريف تلك المنزلة؟.

إنها وإن لم نرَ في الروايات هبوط الملائكة على قبرها، كما هو مذكور في متواتر الأحاديث حول قبر أخيها الإمام الحسين (عليهما السلام) لكن استظهار ذلك من بعض الآثار غير بعيد، ولعل المتتبع يجد ما لم نجده.

وما أعظمها من كلمة: ( إن الله شاء أن يراهن سبايا).

فالله الذي أعظم من كل عظيم يرى بمشيئته شيئاً كبيرًا لا نتمكن من وصفه، ودرك كنهه..

أليس يحق لها فوق ما نتصوره من العظمة؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 10 مارس 2020 - 08:57 بتوقيت مكة