قصيدتان في ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين (عليها السلام)

الأربعاء 29 يناير 2020 - 13:17 بتوقيت مكة
قصيدتان في ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين (عليها السلام)

ثقافة _الكوثر: قصيدتان رثائيتان بمناسبة ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين ، كريمة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومراسم العزاء المعروفة بالايام الفاطمية الابيات تعبر عن لسان حال ظُلامة السيدة فاطمة الزهراء الشهيدة (عليها السلام) :

(القصيدة الاولى)

سلُوا وجَعي عن القالِين عهداً
____

سلُوا وَجَعِي سيأْتي بالجوابِ
ويُخبركُم بما ارتكبوا ببابي

سَلُوا وجَعي سيُنبئُ عنْ زِحامٍ
تراكمَ عندَ بيتيَ باصطِخابِ

سيُنْبِئُكم ظُلامَةَ آلِ بيتٍ
محبّتُهُم تُزَيِّدُ في الثَّوابِ

ولكنَّ الجهالةَ أنكرَتْهُم
ودسّتْ بالمودّةِ في التُرابِ

وصادرَ حِقدُهُم ميراثَ طه
وضامُوني بِحَرقِهِمُ مَثابي

لقد هجمُوا على بيتي فِظاظاً
ولم يمنعْهُمُ خدريِ وما بِي

سلُوا وجَعي عن القالِين عهداً
بحضرةِ طاهرٍ يومَ الإيابِ

وقد عادَ الحجيجُ الى قُراهُمْ
ببيعةِ سيدِ العدلِ المُهابِ

بغَوا ظُلماً أضلُّوا واستفزُّوا
عليَّ المرتضى يَومَ الخَبابِ 1

رُزِئتُ بأحمدٍ خيرِ البرايا
وكادُوا للوصيِّ أبي تُرابِ

فقد نكثُوا ببَيعَتِهِ عِناداً
وسارُوا بالأنامِ إلى الخَرابِ

سلُوا وَجَعي يقُلْ لكُمُ حقيقاً
وإنَّ الحقَّ صوتٌ لايُحابي

أضاعوا بيعةَ الايمانِ كُفراً
فسادَ الشرُّ بعدَ الانقلابِ

وصارَ المسلمونَ أسيرَ زُورٍ
أتى بالمُوبِقاتِ والارتيابِ

فلا عيشٌ يطيبُ ولا هناءٌ
وأمسى الحاكمونَ بَني الشَّرابِ

بني الطُّلَقاءِ من صَخْرٍ وهنْدٍ
أذاقُوا المؤمنين لَظى العذابِ

وقد قَتلُوا الحُسينَ بثأرِ قومٍ
لهمْ في الجاهلية حِقْدُ نابِ

فيا لهفي على ولَدِي ذبيحاً
بظلمٍ سَنَّهُ رَهْطُ الشِّغابِ

سَلُوا وَجَعي عَنِ الإعراضِ عَمداً
بمسجدِ أحمدٍ يومَ الخِطابِ

أقولُ لزُمرةٍ ما قالَ ربِّي
بقرآنِ البصيرةِ والصوابِ

فتنكِرُها دخائلُهُم جِهاراً
كأنّا خارجونَ منَ الحسابِ

وأنَّ وراثةَ المختارِ حَجْرٌ
على آل النُبُوّةِ والرَّبابِ 2

وفي(الأحزابِ) قرآنٌ صريحٌ
يُطَهِّرُنا مِنَ الرِّجْسِ المُعابِ

أزاحُوا آلَ أحمدَ عن رُباهُم
إلى القهارِ أشكُوهُمْ عذابي

سَلُوا وجَعي عنِ الآتِينَ ظُلماً
ولم يَرِدُوا ( غديرَاً ) ذا خِصابِ 3

سأشكوهُمْ الى القهّارِ ربِّي
ليَحكُمَ بينَنا يومَ الحسابِ

فهم قومٌ أضاعُوا الحقِّ لُؤْماً
وهم أصلُ المَصائبِ والتَّبابِ 4

لقد جعَلُوا كتابَ اللهِ رَهْناً
لسيطرةِ الجهالةِ والتغابي

ولم يَستشعِرُوا خطراً اذا ما
تحكَّمَ بالورى أَهلُ الكِذَابِ

سَلُوا وجَعِي أنيناً مُستداماً
فَوا حُزناهُ مِنْ ظُلمٍ عُجابِ

..................
1- الخَباب : الغش والخداع
2- الرَّباب : العهد والميثاق
3- الخِصاب: النّخْلُ الكثيرُ الحمل
4 - التَّباب : الهلكة والخُسران
__

(القصيدة الثانية)

آهٍ على الزهراءِ يومَ رَحيلِها
____

أبكيكِ بالآهاتِ والزَفَراتِ
يا بضعةَ المختارِ يا مَولاتي

أيتها الزهراءُ يومٌ آخرٌ
قد جاءَ بالأشجانِ والحَسَراتِ

ما هدَّنا إلا ظُلامةُ أحمدٍ
تُؤذَى كريمتُهُ بأمْرِ قُساةِ

ويُهانُ بيتُ نبيِّنا بعصابةٍ
جحَدُوا بأَصلِ الدينِ والآياتِ

مَنْ نابَذُوا الحقَّ المُبينَ بِفَلتَةٍ
حملتْ إلينا شرَّ ما هو آتِ

آهٍ على دمعٍ تحَدَّرَ واجِداً
ينعى الوَصيةَ في خِضَمِّ جُفاةِ

يبكي على فَقْدِ الحبيبِ محمدٍ
وعلى نوائِبَ جِئْنَ مُضطرِباتِ

ما أنصَفَتْ آلَ النبيِّ وصَفْوَةً
هي للأنامِ محجَّةُ الصلَواتِ

آهٍ على قلبٍ تفطَّرَ مُفجَعَاً
وبهِ معينُ الخيرِ والبركاتِ

آهٍ على الزهراءِ فاطمَ بِضعةً
لمحمدٍ وعظيمةِ السَّاداتِ

وأئمةِ الحقِّ الكرامِ اَرُومةً
أسباطَ احمدَ واهبِ الرَحَماتِ

مِنْ وُلْدِ حَيدرَةَ الوَصِيِّ قَرينِها
وإمامِ عدْلٍ فارِجِ الكُرُباتِ

آهٍ على الزهراءِ يومَ رَحيلِِها
حزناءَ وهي شهيدةُ النَّكباتِ

تشكو الى القهارِ ضربةَ "قُنفُذٍ"
وخِصامَ ميعادٍ ظَلومٍ عاتِ

تشكُو الى الجبَّار نَكْثَ تحالُفٍ
وجَهالةً أفضَتْ إلى أزَماتِ

ضنكتْ معايِشُنا فتلكَ سِنُونُنا
أضحَتْ بشرعةِ غاصبٍ نَحِساتِ

للهِ شَكوانا فما نرضى بِذا
ظُلْماً أجاءَ إلى لَظىً ومَواتِ

وضغائنٍ عَصفَتْ بكلِّ مُروءةٍ
كيما تدومَ حُكومةُ النَّكِراتِ

غُفرانَكَ اللهمَّ مالِكَ أمرِنا
إنّا بُراءٌ مِنْ ذَوِي النَعَراتِ

نَحْيا عَلَى حُبِّ النبيِّ وآلهِ
ونموتُ مِثْلَ مَماتِهِمْ بثَباتِ

ولئنْ بَذَلْنا أدمُعَاً لِمَصارِعٍ
لهُمُ عَطاشى في ثَرَى الفَلَواتِ

فلأنَّ أدمُعَنا سبيلُ مَودَّةٍ
وتضامُنٍ وشهادةٍ وصَلاةِ

____

بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 29 يناير 2020 - 13:17 بتوقيت مكة