"تسونامي" يهدد "الكلاسيكو" بين ريال مدريد وبرشلونة

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 13:05 بتوقيت مكة
"تسونامي" يهدد "الكلاسيكو" بين ريال مدريد وبرشلونة

منوعات_الكوثر:

 يحلّ موعد "الكلاسيكو" مجدّداً غداً الأربعاء في ملعب "كامب نو" لكن الاهتمام لن يتركّز فقط على مواجهة "الدربي" الأهم في العالم بين برشلونة وغريمه ريال مدريد، بل أيضاً خارج الملعب لأن المباراة تترافق مع دعوات للتظاهر من قبل الانفصاليين الكتالونيين الذين يطالبون بالاستقلال عن مدريد.

وكان من المفترض أن تقام المباراة في أواخر تشرين الأول ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني، لكن تم إرجاؤها بسبب أعمال العنف في كتالونيا احتجاجاً على سجن تسعة قياديين انفصاليين ما بين تسعة و13 عاماً بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن مدريد عام 2017.
وبعد مرور قرابة شهرين على الموعد الأصلي للمباراة التي ترتدي أهمية مضاعفة على الصعيد التنافسي في ظل تصدّر برشلونة للترتيب بفارق الأهداف عن ريال بعد تعثر الفريقين في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لم يتغّير الوضع والتهديد ما زال قائما لأن الانفصاليين يرون بهذه المباراة فرصة لإيصال رسالتهم الى ما يقارب 650 مليون شخص سيتابعون اللقاء الأربعاء من خلف شاشات التلفزة حول العالم بحسب تقديرات رابطة الدوري الإسباني "ليغا".
وأعلنت السلطات المحلية في إقليم كتالونيا الجمعة أنه سيتم تخصيص حوالي ثلاثة آلاف من رجال الشرطة والأمن الخاص من أجل الـ"كلاسيكو"، وذلك تخوّفاً من حصول أي استهداف من الانفصاليين.
وأثارت الدعوة للتظاهر حول ملعب "كامب نو" المخاوف، وقال وزير الداخلية في حكومة كاتالونيا ميشال بوخ في مؤتمر صحافي أن الشرطة "ستحمي المباراة ووصول المشجعين وأمنهم داخل وخارج الملعب".
وأفادت أوجيني سالينت المفوضة العامة للهيئة الإقليمية في كتالونيا أن ما مجموعه ألف شرطي من عديد من الشرطة الإقليمية الكتالونية سيُضاف إلى عدد من الأمن العام والخاص ما سيرفع العدد إلى ثلاثة آلاف شخص.
عادة وفي مثل هذا النوع من اللقاءات التي تعتبر "عالية الخطورة"، يتم تعزيز الوضع الأمني بنشر "المئات" من الأفراد الأمنية على جانبي الملعب لمواجهة دعوة التظاهر الموجهة من منظمة "تسونامي الديمقراطية".
وقامت هذه المجموعة مجهولة الأعضاء بتنظيم الحصار الجزئي لمطار برشلونة في تشرين الأول الماضي وقطعت الطرق السريعة الرئيسية بين فرنسا وإسبانيا لمدة يومين في تشرين الثاني.
ووفقاً لرئيس الشرطة، سيقوم الضباط بحماية المنطقة المحيطة بالملعب منذ الصباح الباكر حتى يتمكّن الفرق والحكام والمشجعون من الدخول دون أي مشكلة.
اليقظة أيضاً في الملعب
كما سيتم أيضاً تعزيز الرقابة والتفتيش على المشجعين، حيث سيوضع طوق لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مداخل الملعب.
وسيتأهّب رجال الأمن في المدرجات أيضاً وفي محيط ميدان المباراة، حيث حذّرت "تسونامي الديمقراطية" من أنها ستنشر رسالتها.
في تغريدة نشرت بعد فترة وجيزة من المؤتمر الصحافي، قالت المنظمة المؤيدة للاستقلال إنها "لم تقل إنها تريد منع أو تعليق المباراة. على العكس من ذلك، تريد (تسونامي) دعوة العالم بأسره لرؤيتها ومتابعتها".
وحثّت "تسونامي" المتظاهرين على التجمع في أربع نقاط محددة حول ملعب "كامب نو" بدءاً من الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش أي قبل أربع ساعات من انطلاق المباراة.
وقالت سالينت: "أحد أكثر السيناريوهات تعقيداً هو غزو أرض الملعب. إنه وضع صعب لا نعتبره مرجحاً من حيث المبدأ، لكنه ممكناً".
ومخطط "تسونامي الديمقراطية" ليوم المباراة ما زال مجهولاً، وردّت المنظمة في تبادل للرسائل مع المحطة التلفزيونية الكاتالونية "تي في 3" أنه "تتميز الإجراءات التي أعلنت عنها مسبقاً تسونامي بثلاث مراحل: الغموض والتوقُّع، المفاجأة والتنفيذ".
خطر العقوبات
لكن "تسونامي" أصرّت أيضاً على أن "تسونامي لم تقل أبداً إنها تريد تعليق المباراة".
في نادي برشلونة الذي يُعتبر تاريخياً مرآة للهوية الكاتالونية، هناك دائماً محاولة للتعايش بين كرة القدم والسياسة.
وعلّق رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو على الوضع الحساس بالقول: "نعلم أننا نعيش في لحظة اجتماعية وسياسية معقّدة لكني مقتنع بأنها متوافقة مع القدرة على لعب مباراة كرة قدم".
لكن فريق بارتوميو يواجه خطر العقوبات والتغريم في حال حدوث خروقات أمنية، بما في ذلك إجباره على خوض مباريات خلف أبواب موصدة.
وغالباً ما يتحوّل ملعب "كامب نو" الى منصة للتعبير عن رغبة الانفصاليين بالاستقلال عن مدريد، مع عرض الأعلام واللافتات في المدرجات والأغاني الانفصالية في كل مباراة.
وقد حذّر الاتحاد الإسباني بأنه "سيطبّق اللوائح السارية" في حال حصول خروقات في مباراة غد الأربعاء ضد ريال مدريد الذي يُعتبر بالنسبة للعديد من الكتالونيين ممثلاً للقوة المركزية والحكومة الإسبانية في مدريد.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 13:05 بتوقيت مكة