وفي مقال له تعليقا على إقالة مستشار الامن القومي الاميركي، جون بولتون، كتب الادميرال علي شمخاني: ان العداء التاريخي المتجذر للادارة الاميركية ضد الشعب الايراني، هو أعمق من أدوار عدد من المسؤولين الرسميين.. إن مجيء المسؤولين وذهابهم وتواجدهم في مختلف المناصب في البيت الابيض، لن يغير في إدراك الجمهورية الاسلامية إزاء جذور اجراءات وسياسات الولايات المتحدة وطبيعتها، مثلما اعتمدت إدارتا اوباما وترامب، المختلفتين ظاهريا، نفس سياسة فرض الحظر على الشعب الايراني.

وأضاف شمخاني في مقاله: ان جون بولتون كان موظفا وسمسارا للمنافقين في البيت الابيض، ومن المؤكد لابد من اعتبار تعيينه في منصب مستشار الامن الاقومي بالبيت الابيض عبارة عن تجسيد الافلاس السياسي والاخلاقي في النظام السياسي الاميركي في مواجهة الشعب الايراني.

وسيبقى الوعد الذي قطعه عن حماقة ووهم بشأن عدم وصول الثورة الاسلامية الى عمر اربعين عاما، مثبتا في سجله السياسي وسجل الادارة الاميركية كوثيقة وبرهان على حماقة مسؤول اميركي كبير وتعصبه الاعمى.

وأكد المقال ان على اعداء الشعب الايراني ان لا ينسوا ان تنامي القوة الاقليمية للجمهورية الاسلامية الايرانية غير المسبوق وإسقاطها الطائرة الاميركية المسيرة الاكثر تطورا في الخليج الفارسي إنما حصل خلال فترة عنتريات بولتون وتهديداته المستمرة، وهذا لوحده مؤشر واضح على عدم تأثر السياسات الاستراتيجية الايرانية بالتوجهات العدائية لأشخاص كجون بولتون.

وأردف شمخاني في مقاله، ان التغييرات في المناصب داخل الادارة الاميركية، لا يترك أدنى تأثير على رؤية ايران إزاء العداء الاميركي، وان معيار التقييم الذي تعتمده الجمهورية الاسلامية يتمثل في سياستهم الحقيقية (الاميركان) وأدائهم وخاصة بشأن تنفيذ الالتزامات الدولية ورفع الحظر الجائر وغير القانوني المفروض على الشعب الايراني.

وخلص الى ان سياسة إخفاء اليد الفولاذية وراء القفاز الناعم، قد فقدت فاعليتها منذ سنوات، وإن ظروف ايران اليوم والتي هي ثمرة استمرار استراتيجية "المقاومة الفاعلة"، تثبت ان الارادة الاميركية لم تعد قادرة على التأثير على مصالح الشعب الايراني.