فبعد دراسة جديدة للكوكب، وجد الباحثون، الذين يدرسون سطح كوكب الزهرة، أن البقع الداكنة الغريبة، التي عرفوا بشأنها منذ أكثر من قرن، تؤثر على مناخه، مشيرين إلى أن هذه البقع أو اللطخات تتغير مع مرور الوقت.
ومع ذلك لم ينجح العلماء، السابقون ولا اللاحقون، في شرح هذه الظاهرة على كوكب الزهرة، لكن بعضهم اقترح مؤخرا أنها قد تكون دليلا على وجود حياة غريبة على الكوكب.
وقال كبير مؤلفي التقرير الجديد يون جو لي في بيان "لقد اقترح البعض أن الجسيمات والجزيئات التي تشكل اللطخات الداكنة في جو الزهرة قد تكون كلوريد الحديد الثلاثي، وتآصل كبريتي وثاني أكسيد الكبريت وما إلى ذلك، لكن أيا من هذه، حتى الآن، ليست قادرة على شرح وتفسير، بصورة مرضية، خواص تكوين هذه البقع واللطخات وقدرتها على الامتصاص".
وتبين المشاهدات وحالات الرصد لجو الزهرة أن الجسيمات في البقع الداكنة تبدو وكأنها بنفس الحجم، وأن سلوكها مشابه تماما لسلوك الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في جو الأرض.
وإلى جانب دلائل أخرى، أدى ذلك ببعض أشهر علماء الفلك في العالم، مثل كارل ساغان، إلى التكهن بأن هذه البقع الغامضة قد تكون شكلا من أشكال الحياة، أما حاليا، فقد أصبح العلماء يعلمون عن كيفية تأثير تلك البقع الداكنة على مناخ الكوكب.
ووفقا للتقرير، فقد بحث العلماء عن تغييرات في "البياض" أو مقدار امتصاص الكوكب للضوء الذي يتعرض له، ووجدوا أنه يتغير بشكل كبير، مثلما كان عليه الوضع بين عامي 2006 و2017، حيث تبين أن كمية الضوء التي تنعكس إلى الفضاء تراجعت في البداية إلى النصف ثم بدأت في الارتفاع مرة أخرى.
وبحسب العلماء، فقد كان لهذه التغييرات تأثير كبير مماثل على كمية الطاقة الشمسية التي امتصتها الغيوم، وبالتالي مقدار البقع الداكنة الموجودة في الغلاف الجوي للكوكب.
ويمكن رؤية نشاط قوي في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، حيث تندفع الغيوم بسرعة تزيد على 322 كلم في الساعة، لكن، لمزيد من الغموض، لا يزال العلماء لا يعرفون سبب حدوث تلك التغييرات الدراماتيكية في جو الكوكب.
وبالتأكيد هناك شيئا ما يتغير على سطح الزهرة، ويمكن مشاهدة التغيير في السطوع، ولا بد أن يكون هناك أسباب لهذا التغيير، لكن السؤال الذي لم يجد العلماء له جوابا بعد هو "ما السبب في هذه التغييرات؟"