قصة العراقية التي رجحت دراستها الجامعية على زوجها

السبت 17 أغسطس 2019 - 17:38 بتوقيت مكة
قصة العراقية التي رجحت دراستها الجامعية على زوجها

العراق - الكوثر: فاطمة صاحبة الـ (25 عاما)، من مدينة كربلاء، عاشت حياة عصيبة، بعدما اتخذ أهلها قراراً بالموافقة على زواجها وهي لا تزال طالبة في الصف الخامس العلمي، رغم تفوقها الدراسي ورغبتها في أن تكون طبيبة.

وتقول فاطمة :"كنت أشعر بالخيبة بعدما تركت الدراسة وذهبت إلى بيت زوجي مجبرة، لا أعرف كيف أبدأ حياتي من هناك وأنا أضع كل تفكيري في الدراسة، وكيف يمكنني العودة رغم أن أحد شروط الزواج هو تركي للمدرسة".

لم يكن لدى فاطمة طريقة للاحتجاج أو الرفض، سوى الرضوخ للأمر الواقع، وعدم الاعتراض على قرار أهلها، لكنها استطاعت إقناع زوجها بالعودة إلى المدرسة بعد مرور سنتين على الزواج.

ونقلت "الجزيرة نت" في حديث لفاطمة، أن "موافقة زوجي كانت مشروطة، وهي أن أتخرج من الإعدادية وأتوقف، ولكن نتائج الامتحانات قد أظهرت حصولي على معدل 99% والأولى على المدرسة، الأمر الذي رفع من مستوى التحدي والمواجهة، بدءاً من زوجي وأهله، والطفل الذي أنجبته وصعوبة الدراسة في كلية الطب، بعدما خيرني زوجي بينه وبين الدراسة، اخترت دراستي بلا تردد".

وتؤكد فاطمة ان "أهلها كان يشعرون بخطأ زواجها، وتركها الدراسة، لكن هذه النظرة قد تغيرت وتحولت من رفض إلى دعم كبير، بعدما قبلت في كلية طب الأسنان، كان الدعم الأساسي يأتيها من والدتها، التي وقفت بجانبها طوال الوقت".

وبعد رحلة علمية قضتها فاطمة في الدراسة بكلية طب الأسنان، تخرجت أخيراً هذا العام، لتكون طبيبة تستعد للانخراط في المؤسسات الصحية في مدينتها كربلاء.

الوظيفة سلاح
تعتقد الناشطة في مجال حقوق المرأة والباحثة الاجتماعية هدى حميد أن "الوقت الحالي تمثل فيه الوظيفة سلاحا للمرأة العراقية لتحقق الاكتفاء الذاتي ماليا لنفسها حتى لو كان ذلك على حساب حياتها الزوجية".

وتضيف أن "حياة المرأة لا يمكن أن تخلو من المعوقات والتحديات، والمجتمع العراقي ينقسم حيال قضية تعليم المرأة إلى قسمين، الأول يحفز ويشجع المرأة على إكمال مسيرتها العلمية، والآخر يرى في ذلك سببا للتقصير تجاه البيت والزوج".

وتشير إلى أن" بعض الطبقات الاجتماعية أصبحت تفضل المرأة صاحبة الوظيفة والمهنة أكثر من غيرها، كونها تعين الزوج على متطلبات الحياة والأسرة".


ناشطة إنسانية
لم تتوقف فاطمة عند إكمال دراستها، بل برزت في نشاطات وفعاليات إنسانية كثيرة مع منظمات عالمية، بداخل العراق بحسب ما تؤكد ذلك زميلتها مريم الإبراهيمي.

وتضيف الإبراهيمي أنها "تعرفت على فاطمة في أول فترة بعد طلاقها، ورأت كيف أنها لم تتوقف بل دخلت وعملت في مجالات مختلفة وكونت فريقا تطوعيا".

وتبين "أنها مثال للمرأة الناجحة، حيث تخلق التحدي لوحدها ودون انتظار دعم أي شخص، ونجاح فاطمة يزعج الكثير في المجتمع ممن ينظر إلى المرأة بشكل سلبي".

ويعتبر الزواج المبكر وزواج القاصرات من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في العراق، إضافة إلى أسباب مهمة أخرى كالوضع الاقتصادي.

وبحسب إحصائية ل‍مجلس القضاء الأعلى في العراق، فقد كشف عن تسجيله 73 ألف حالة طلاق في العام 2018، في مختلف مدن العراق، وتصدرت العاصمة بغداد القائمة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 17 أغسطس 2019 - 16:51 بتوقيت مكة