إسقاط طائرة التجسس أثبت ان أميركا نمر من ورق!

الأربعاء 26 يونيو 2019 - 08:22 بتوقيت مكة
إسقاط طائرة التجسس أثبت ان أميركا نمر من ورق!

ايران _الكوثر: قلما نشهد حدثا مهما كانت اهميته، له من تداعيات ومدلولات ورسائل متعددة الاتجاهات، مثل ما كان لحدث إسقاط الحرس الثوري طائرة التجسس الاميركية المسيرة، ومازالت هذه التداعيات مستمرة ونتوقع ان تستمر لفترة من الزمن.

كانت الضربة الايرانية للطائرة الاميركية المعتدية، بحق صدمة مفاجئة ومن العيار الثقيل لكل قاطني البيت الابيض، جعلت مؤشر التخبط لدى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، المتخبط من الاساس، يرتفع الى مستويات قياسية.
في اكثر من مرة، كان قائد الثورة الاسلامية سماحة السيد علي الخامنئي، قد وصف اميركا بأنها نمر من ورق، وجاءت عملية إسقاط طائرة التجسس الاميركية المسيرة فائقة التطور وعالية السعر، لتضع النقاط على الحروف، ولتكشف الى اي مدى هذا النمر من ورق.
ولكن كيف تغولت اميركا؟ واصبحت ما اصبحت عليه من الهيمنة على العالم، قبل ان يصيبها الافول؟ وبصراحة انها استغلت الظروف جيدا. فمثلا أميركا قبيل الحرب العالمية الاولى، كانت منكفئة على نفسها، وتعاني من ازمات خانقة، وكان الفقر منتشرا بين الطبقة العاملة. وجاءت الحرب العالمية الاولى، فاعلنت الحياد، ولم تتدخل عسكريا، ولكنها وجدتها فرصة للتجارة مع جانب من الدول المتحاربة، فكانت ترسل لهم المواد الغذائية واللوجستية، الامر الذي ساعدها على الخروج من ازماتها. الى ان أنهكت الحرب كلا الجانبين دخلت بكل قوتها، وغيرت مسار الحرب. وكررت نفس الشيء في الحرب العالمية الثانية، وفرضت هيمنتها على الجميع وحلت محل الاستعمار البريطاني العجوز. واستخدمت بشكل جبان وغادر وخبيث قنبلتين نوويتين ضد اليابان لتخرجها من الحرب. واحتلت المانيا الغربية. ثم فرضت خطة مارشال لإعادة إعمار اوروبا، ولكنها في الحقيقة كانت خطة محكمة للسيطرة على مقدرات اوروبا. ومازالت اوروبا حتى يومنا هذا لا تتجرأ ولا ترغب في الخروج عن الركب الاميركي.
ولطالما استخدمت اميركا الحروب بالوكالة، لكي تحافظ على قوتها وتزداد قوة، فالسعودية وبعض انظمة الخليج الفارسي، تحارب بالوكالة عنها في اليمن، وقبل ذلك في سوريا، دون ان تدفع اميركا سنتا واحدا، وحتى اذا ارسلت قوات الى سوريا فإنها تأخذ الثمن مسبقا من هذه الانظمة.
وفي ظروف اقتصادية مناسبة، قامت اميركا بتدويل عملتها، وربطت بين عملتها وبين الذهب، فنهبت خزائن الذهب من عدة دول، وحولت لها مجرد اوراق، الى ان جاء الوقت المناسب، فأعلنت وبكل صلف انفكاك الدولار عن الذهب. ولكن ماذا تفعل هذه الدول بكل هذه الاوراق من الدولار لديها، لذلك ظلت هذه الدول تتعامل بالدولار لئلا تخسر، الامر الذي زاد من قيمته، وجاءت الخطوة اللاحقة لتهيمن اميركا على النظام المالي العالمي، فكل الدول اصبح لديها دولار وتتعامل بالدولار، ولديها حسابات في البنوك الاميركية، وكل معاملة مالية دولية، تتم عبر البنوك الاميركية، وتحصل اميركا على عمولتها منها، دون اي تعب.
نعم بهذه الالاعيب والاحابيل تغولت اميركا، ولكنها بقيت نمر من ورق، فأينما دخلت القوات الاميركية الحرب مباشرة، الا وتكبدت الهزيمة المنكرة، وجرت اذيال الخيبة، مثلا هزيمتها امام الشعب الفيتنامي، مع انه مقارنة بالامكانات المادية للطرفين، كانت فيتنام اضعف بكثير من اميركا. لكن الثوار الفيتناميين اجبروا اميركا على الانسحاب. والامر تكرر في العراق وسوريا وافغانستان. وتكرر هذه الايام مع ايران. فبعد كل هذا التهديد والوعيد، صدمت اميركا بإسقاط طائرتها التجسسية التي كانت تتبجح بها بأنها لا يكشفها الرادار، لكن الرادار الايراني كشفها بل واستهدفتها منظومة "سوم خرداد = الثالث من خرداد" ودمرتها. إذن لا توجد طائرة شبح بالنسبة لإيران، لانها تكشفها وتسقطها، مثلما اعلنت انها في ذات الوقت كانت قادرة على استهداف طائرة اخرى كانت قريبة من طائرة التجسس، كانت تحمل 35 ضابطا اميركيا، ولكن ايران اكتفت برصدها، ولم تسقطها رغم قدرتها على ذلك. الامر الذي اشاد به ترامب نفسه.
مهما تغولت اميركا وتعاظمت قوتها، لكنها تبقى نمر من ورق، ويوما بعد يوم تنكشف هذه الحقيقة، ولكن ماذا نقول لمن يتعامى عن هذه الحقيقة، ويحسب لأميركا ألف حساب، فما ان يخزره ترامب، الا وتجده يرتعد ويسارع حاجّا الى واشنطن؟ هؤلاء هم جزء من السبب في تغول اميركا. ولكن ماذا سيكون مصيرهم اذا انهار هذا النمر الورقي؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 26 يونيو 2019 - 08:19 بتوقيت مكة