لزوم مبايعة ولي الأمر وإطاعته

الثلاثاء 16 إبريل 2019 - 14:35 بتوقيت مكة
لزوم مبايعة ولي الأمر وإطاعته

نهج البلاغة – الكوثر: إن من أهم مقومات النجاح والانتصار، لأمة ما، أو لشعب معين، لزوم طاعة القائد المفروض الطاعة، والذي اجتمعت الأمة تحت لوائه لفقهه وعلمه وورعه وعدالته وإخلاصه وتصديه لأمور المسلمين.

 

... أما الحساد والطامعون وأهل المصالح، فيبايعون إذا شمّوا مصلحة في ذلك، وينكثون إذا لم يصلوا إلى مآربهم، ولم تتحقق غاياتهم... ومن أهم سلوكياتهم : التودد رياء، والطاعة ظاهراً، والتحبب خدعة، والتبسم اصطناعاً ... فإذا ما ما سنحت الفرصة لتمرير مآربهم، انقضوا دون وعي ولا إدراك لعواقب الأمور، وأقحموا معهم البسطاء من الناس، والمغفلين، والهمج الرعاع... الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

 

هذه الفئة الضالة المضلة، صاحبة البدعة، لا بد من وضع حد لأمرها، وخطة لجبهها ولحمها، وتوقيقها عد حدها.

 

... يقول علي أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسالة له إلى معاوية، رأس الفتنة آنذاك، هو وأصحاب الجمل، الذين اعترفوا بشرعية الخلفاء الثلاثة... لكنهم نكثوا بعهدهم مع أمير المؤمنين (عليه السلام) عند خلافته، على الرغم من إقرارهم بها بادي الأمر...

 

يقول (عليه السلام) : "إنه بايعني القوم الذي بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل...، وسموه إماماً، كان ذلك لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج، بطعن أو بدعة، رده إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى" انتهى كلامه (عليه السلام) .

 

... لكن في بعض الحالات يأخذ الإعلام المعادي مداه في إظهار حرصه على مصلحة الناس، وكأنه يدافع عنهم دون الولي المفروض الطاعة. وهذا من فنون النفاق عند أهل الشقاق.

 

وليس بالضرورة حضور كل المسلمين للمبايعة، بل هذا مستحيل الوقوع... فيكتفى بأهل الخبرة والورع ومحل نظر الناس.

 

فعندما يذكر مولانا علي (عليه السلام) رسول الله (ص) يتطرق إلى من له أهلية الخلافة والإمارة والتصدي... فالمسؤولية جسيمة، وليس كل راغب بها قادراً عليها، ووجود الرغبة غير كافٍ، لتحصيل القدرة أو النجاح... يقول (عليه السلام) فيمن هو جدير بالخلافة والقيادة: "أيها الناس، إن أحق الناس بهذا الأمر، أقواهم عليه، وأعلمهم بأمر الله فيه، فإن شغب، شاغب استعتب، فإن أبى قوتل، ولعمري، لئن كان الإمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس، فما إلى ذلك سبيل، ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها، ثم ليس للشاهد أن يرجع، ولا للغائب أن يختار، ألا وإني أقاتل رجلين: رجلاً ادعى ما ليس له، وآخر منع الذي عليه".

 

ومن صفات المتصدي للخلافة أيضاً، أن لا يستزيد بكثرة الناس حوله إيماناً، وبقلتهم شكاً، بل دينه ويقينه واحدٌ في شتى الحالات. كما يقول الأمير (عليه السلام) في رسالته الجوابية لأخيه عقيل بن أبي طالب: "وأما ما سألت عنه من رأيي في القتال، فإن رأيي قتال المحلين حتى ألقى الله، لا يزيدني كثرة الناس حولي عزة، ولا تفرقهم عني وحشة...".

 

هذا رأيه (عليه السلام) في المبايعة، وصفات ولي الأمر، ونهجه الحاسم في ضبط الأمور، واستتباب الأمن.

 

*السيد سامي خضرا

 

قبسات من نهج البلاغة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 16 إبريل 2019 - 14:35 بتوقيت مكة