هل يمكن للعراق أن يرحل بعيدا عن إيران؟!

الأحد 20 يناير 2019 - 12:53 بتوقيت مكة
هل يمكن للعراق أن يرحل بعيدا عن إيران؟!

مقالات-الكوثر: للتذكير ايضا نقول أن أمنية "ياليت بيني وبين فارس جبل من نار" صارت عقيدة تسقى بالدماء بالدماء دوما...

قاسم العجرش

أولا يتعين أن نعترف أن لكل منا قناعاته وعقائده المستقرة في عمق تفكيرنا، وهي بالتأكيد مختلفة من فرد الى فرد، ومن جماعة أعتناقية الى جماعة أخرى. لكن بالمقابل ثمة الكثير من حبال الوصل بيننا كعراقيين، من خلال المشترك العقائدي او الاخلاقي أو الميداني، وأن بيننا ثوابت هي بمثابة جسور متينة، نتحدث جميعا عن رغبات في أن تدعم دعائمها يوما بعد يوم.

لكن ذلك في معظم الأحوال، مجرد رغبات في الصدور، وهو في الموروث الديني اضعف الإيمان، " أذكركم بحديث رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره....فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"...

هذه الثوابت التي أتحدث عنها بعنوانها الواسع، هناك من إحترف تقطيعها بمقص مسموم، إما لتحقيق مآرب ذاتية مريضة، قوامها أنا ومن بعدي الطوفان! أو لأنه تحول الى كماشة نار، بيد لاعب خارجي لنا معه وِتْر تاريخي، أو الأثنين معا!..

النموذج الأخير "نموذج كماشة النار بيد اللاعب الخارجي" ، مثاله الأوضح قوى سياسية عراقية، بعضها شيعي مع كل الأسف؛ مريضة بموهومة العدو الإيراني الإفتراضي..

هذه القوى تعتقد بأن إرضاء أسيادها ـ وهم متعددين ـ من أقصى الغرب الى أقصى شرقه..من أمريكا الى السعودية ؛ لن يتم إلا بالتهجم على إيران وعلى من له صلة معها...!

ولا يختلف العقلاء على مبسطة أن الأوطان، ليست خيمة شعر يمكن طيها والرحيل بها، الى حيث الكلأ كموطن مؤقت كما يفعل الرعاة، ومادامت الأوطان ليست كذلك، وأنها مستقر من جبال رواسي وسهول وأنهار لا يمكن أن تحملها كل "بعران" سادة تلك القوى السياسية، التي سيأتي يوم ونسميها بالإسم، ونكشف كم قبضوا ومتى وأين ومن إستلم وكيف، بالصورة والصوت!

العراق مستقر إنساني قديم جدا، قدم الزمان والمكان، وهنا كانت أولى حضارات البشر، ولهذا المستقر جيران يحدونه من ست جهات، فلا بد من القبول بهذه الجيرة وإنشاء علاقات بناءة تعود بالنفع على الشعب العراقي ودولته الناهضة، وباقي شعوب الجيران ودولهم، ذلك لأن ليس بالإمكان الرحيل بالعراق، الى جوار بيروت التي يحب العملاء الصهاينة والأمريكان، التسكع في مواخير شارع الحمراء فيها..

كما أنه ليس بالأمكان صناعة بلدوزر عملاق؛ يدفع إيران بعيدا عنا نحو الشرق مثلا كما يرغب ذباب الفيسبوك المصابين بمرض أسمه أيران...

للتذكير ايضا نقول أن أمنية "ياليت بيني وبين فارس جبل من نار" صارت عقيدة تسقى بالدماء بالدماء دوما...!

إيران والعراق جارين أزليين، وأعتق من العتيق، وإن تبدلت الأنظمة الحاكمة، ونفس الأزلية تنطبق على تركيا وباقي الجيران.. واذا كان ثمة خلل في ميزان العلاقة مع الجيران، فهو بالتأكيد ليس مع إيران، بل مع أهل نعمة صاحبنا المصاب بمرض إسمه إيران...

كلام قبل السلام:أكثر الأصوات ضجيجا أقلها إستماعا ..!

سلام...

المصدر:وكالة أنباء براثا

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 20 يناير 2019 - 12:52 بتوقيت مكة