ولم يمر سوى بضعة ايام على هدم قوات الإحتلال لهدم منزل عائلة الشهيد الفلسطيني الاسطورة أشرف نعالوة وتهجير ما تبقى من افراى اسرته المعروفة بنضالها وتضحياتها ضد الإحتلال، حتى كشف رئيس وزراء كيان الإحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن دولا عربية وبالتحديد من الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي، تتطلع للتعاون مع كيانه، تحت غطاء شركات اسرائيلية. ما إعتبره نتنياهو تغييرا محسوسا في العالم العربي الذي قال انه يفتقر للتكنلوجيا والحداثة والتقنيات العالية، وبإمكان كيانه ان يقدمها لمن يفتح ابوابه امام الشركات الاسرائيلية. هذه التصريحات المعسولة لنتنياهو قابله ترحيب عربي وبالتحديد سعودي اماراتي، تحت عنوان التعاون الاقليمي من أجل الحصول على التقنيات الحديثة مايبرر صفقة القرن التي تريد تمريرها السعودية مع امريكا والتي قد تأتي على حساب مجمل القضية الفلسطينية بأسرها، لكن الشارع الفلسطيني بمختلف فصائله رد على الصفقة التي يمكن ان تستهدفه قبل غيره وتضيع القدس في متاهات المواعيد المعسولة تحت غطاء التبادل التجاري والتقني. حيث انتقدت حركة حماس وعلى لسان احد قادتها السيد محمود الزهار مواقف بعض الدول العربية التي تحاول اللهاث وراء سراب التطبيع مع كيان الإحتلال. وقال الزهار في لقاء اعلامي بهذا الشأن: إن بعض الحكومات العربية، تتخذ منهجا تسير بالمنطقة وشعوبها الى فترة شاذة من تاريخها، ثم خاطبها بالقول: "انتم ستجنون ثمارا مرة". تصريحات الزهار هذه جاءت على هامش المؤتمر الثاني لرابطة " برلمانيون لأجل القدس" الذي استضافته مدينة اسطنبول التركية الاسبوع الجاري، وتزامنت اجتماعاته مع موجة التطبيع التي شهدتها المنطقة العربية مؤخرا، خاصة من قبل السعودية والامارات.
اما المراقبون يرون في تصريحات الزهار اكثر من رسالة للحكام العرب اللاهثين وراء التطبيع، اولها انه اكد ان الشعب الفلسطيني بمجمل فصائله يرفض كل انواع التطبيع مع كيان الإحتلال، مازال هذا الكيان يحتل الأرض وينتهك العرض، ولايعترف بحقوق سكانها ويفتك فيهم دون وقفة منذ احتلال ارض الآباء والأجداد.
وثانيها ان مثل هذا الكيان الذي تأسس على الظلم والإحتلال والإجرام، لايتعاون معه إلا من يكون ندا له بالمواصفات. ولم تنس مدينة اسطنبول التركية ماحدث لأحد مواطني الدول العربية اللاهثة وراء التطبيع في قنصلية بلاده قبل اقل من ثلاثة اشهر.
وآخر تلك الرسائل التي يمكن الإشارة اليها، أن الشعب الفلسطيني يرفض التطبيع مع كيان الإحتلال بكل انواعه خاصة التجاري والتكنلوجي، لأنه يرى أن مد الجسور مع هذا الكيان يعتبر بمثابة مصادرة كل فلسطين وإلغاء ملف القدس الذي بات رمزا للقضية الفلسطينية بإجماع دولي على مدى اكثر من سبعين عاما.