لماذا لقب الإمام الحسن(ع) بكريم أهل البيت(ع)؟

الإثنين 5 نوفمبر 2018 - 11:30 بتوقيت مكة
لماذا لقب الإمام الحسن(ع) بكريم أهل البيت(ع)؟

ناك رواية عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ مروية في كتاب الغَيبة ـ أنّه ( صلى الله عليه وآله ) قد سمّى كلّ إمام من أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولقّبه بلقب خاص به ، وما علينا إلاّ اتباع ما صدر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )...

هناك رواية عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ مروية في كتاب الغَيبة ـ أنّه ( صلى الله عليه وآله ) قد سمّى كلّ إمام من أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولقّبه بلقب خاص به ، وما علينا إلاّ اتباع ما صدر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

ويؤيد هذا ما نقرأه في زيارة الجامعة من أنّ أسماءهم وألقابهم قد اختارها الله تعالى ، حيث ورد فيها : ( فما أحلى أسماءكم ) .

وقد توفّرت في الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) الصفات الرفيعة ، والمُثل الكريمة ، فقد كان مثالاً سامياً في الكرم والتواضع والحلم وكظم الغيظ .

فكرمه ( عليه السلام ) وسخاؤه كان يضرب به المثل ، وإنّ السخاء الحقيقي هو بذل الخير بداعي الخير ، وبذل الإحسان بداعي الإحسان ، وقد تجلّت هذه الصفة الرفيعة بأحلى مظاهرها ، وأسمى معانيها في الإمام المجتبى ( عليه السلام ) حتّى لقّب بكريم أهل البيت .

وقد أثر عنه أنّه ما قال لسائل ( لا ) قط ، وقيل له : لأيّ شيء لا نراك ترد سائلاً ؟ فأجاب ( عليه السلام ) : ( إنّي لله سائل وفيه راغب ، وأنا استحي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً ، وإنّ الله عوّدني عادة أن يفيض نعمه عليَّ ، وعوّدته أن أفيض نعمه على الناس ، فأخشى أن قطعت العادة أن يمنعني العادة) .

أمّا لماذا اختصّ هذا الإمام بهذا اللقب ، وذاك بذاك اللقب ، مع أنّهم جميعاً صادقون وباقرون وكاظمون و … ؟ فلعلّه ناظر إلى تلك الظروف التي كان يعيشها الإمام ( عليه السلام ) ، فمثلاً الإمام الباقر ( عليه السلام ) كان يعيش في ظرف فسح له المجال لانتشار علم الأئمّة ، فكأنّه أتى بجديد على الناس ، ولم يسمعوا به بهذا التفصيل من ذي قبل ، خاصّة من كثرة الوقائع وتوسّع المسائل ، فعرف بالباقر لبقره وشقّه للعلم ، وفتقه لمسائل العلم وتعمّقه فيها ، وكشفه عن خفاياها وكنوزها .

وهكذا الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فإنّه عاش في ظرف كثر فيه العلماء ، وانتشرت فيه العلوم ، ممّا أدّى إلى اختلاط كبير بين الروايات والفتاوى الصادرة من بعض علماء المدارس والمذاهب الأُخرى ، فاحتاجت الساحة العلمية إلى من يفرز الفكر الأصيل على مستوى الرواية عن غيرها ، فتصدّى الإمام الصادق ( عليه السلام ) لهذا الدور بشكل مركّز ، وباعتبار عظمة الثقة به ، ولقدرة تمييزه الصحيح من غيره عرف بالصادق .

إذاً لعلّ مثل هذه الظروف كان لها سهم كبير في ظهور هذه الصفة في هذا الإمام أكثر من ذلك ، وإلاّ من حيث المبدأ كلّهم متساوون في هذه الصفات .

المصدر:موقع الشيعة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 5 نوفمبر 2018 - 11:30 بتوقيت مكة