هذه الملايين تشكل صورة مصغرة للابداع البشري وصورة مصغرة لواقع العقيدة الاسلامية المطلوبة حيث تعم صور الود والرحمة والمحبة والولاء للعقيدة والمبدأ. وتعني زيارة الأربعين، إقامة وإحياء هذه الشعيرة وتخليد مزاياها الدينية والتربوية والأخلاقية التي لا تحدها حدود، لذا فإن إقامة المجالس والمواكب الحسينية في زيارة الأربعين من كل سنة، تشكل إحياءً لنهضة الإمام الثائر والتعريف بالظروف القاسية التي أحاطت بها، وخصوصا تلك التجاوزات والانتهاكات التي ارتكبها الحكام الأمويون بحق سبط الرسول الأكرم وذويه وصحبه عليهم السلام أجمعين.
هذه الزيارة لها اهداف ومزايا تربوية واجتماعية وانسانية وثورية واخلاقية حيث تربي لدى هذه الجموع الروح الحسينية والانسانية والاخوية وتنمي الروح الثورية والتوحد والاصطفاف حول قضايا الامة والدفاع عن القيم والمقدسات وثوابت وحقوق المسلمين في كل مكان كما انها تقطع الطريق على المخططات والاهداف الاستكبارية المشؤومة الرامية لتفرقة الامة وبث روح الانهزام فيها .
ان طرح شعار حب الحسين يجمعنا هذا العام كان له الصدى الرائع والواسع في الحركة المليونية لاربعينية الامام الحسين(ع) التي رفعت شعار الاخوة الاسلامية وطرحت شعار كلنا مع الاسلام المحمدي الاصيل , وضد الاستكبار والصهيونية والوهابية .
ان هذه الملايين التي تعاهد الامام الحسين(ع) على السير في خطه الثوري وحركته الايمانية انما هي تؤسس لحركة نهضوية ملحمية لمقارعة الاستكبار ومحاولاته لاضعاف الامة ونهب ثرواتها كما تاتي لمواجهة التمدد الصهيوني الذي يحاول هذه الايام التوغل الى بعض الدول العربية والتماهي مع حكوماتها وتمرير مايسمى بصفقة القرن لانهاء قضية فلسطين التي تمثل ضمير الامة .
ان ماجرى خلال هذه الاربعينية من كرم اخلاقي وروحي لمحبي الامام الحسين (ع) واهل البيت (ع) يمثل بدون شك ظاهرة منقطعة النظير حيث خدمة زوار الامام الحسين وحيث تقديم كل الخدمات بما فيها الطعام والمبيت وتوفير الراحة لهم والجود بكل مايملكون كما ان الجهود الامنية للسلطات العراقية تتجلى بافضل مايكون كما ان الخدمات المشتركة ايرانيا وعراقيا من خدمات صحية وخدمات ترويحية وفكرية وفقهية كلها تشكل في مجموعها ثورة عملاقة من اجل النهوض والبناء والتاخي وقطع الطريق على التامر الدولي وافشال مخططاته المشؤومة .