واعتبر الكاتب في مقال له أن على الولايات المتحدة أن تطلب ذلك من السعودية أيضاً، لا سيما بعد الاتّهامات التي أُثيرت حول بن سلمان وعلاقته بقضيّة خاشقجي.
وأوضح كريستوف أن "التقارير عن مقتل خاشقجي تتزايد، ويبدو أنه قد قُتل بطريقة مثيرة للاشمئزاز".
وأضاف كريستوف أن "الجميع يطالب بأن يعرف حقيقة ما جرى، لكن يبدو وبشكل متزايد أن ولي العهد هو من دبَّر عملية التعذيب والاعتقال وتقطيع أوصال صحفي دخل مبنى دبلوماسي في إحدى دول حلف الناتو"، معتبرًا أن "هذا أمر بشع، ويضاعف من بشاعته استجابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الفاترة، الذي رفض وقف بيع الأسلحة للسعودية؛ اعتقاداً منه بأن العملية ستكون مثل زوبعة في فنجان ثم ينتهي كل شيء وتعود الأمور إلى سابق عهدها".
وأكّد الكاتب أن "العالم بحاجة إلى تحقيق دولي تُشرف عليه الأمم المتحدة لمعرفة ما حصل لخاشقجي، كما أن على الولايات المتحدة أن تشرع بتحقيق داخلي لمعرفة ما إذا كان ابن سلمان قد اشترى النفوذ بالمال الذي استفادت منه عائلة ترامب".
وقال كريستوف: "إذا لم تُثبت السعودية أن خاشقجي آمن وسليم، فإن على دول الناتو أن تطرد السفراء السعوديين وتُوقف مبيعات الأسلحة".
وذهب إلى أبعد من ذلك بالقول: "يجب على واشنطن أن تكون على أُهبة الأستعداد لفرض عقوبات على المسؤولين السعودين، ومن ضمنهم محمد بن سلمان".
وتابع الكاتب "بصراحة هذا عارٌ على المسؤولين في إدارة ترامب وأباطرة الأعمال التجارية الذين سبق لهم أن صفَّقوا لمحمد بن سلمان، رغم أنه سجن العشرات من رجال الأعمال والأمراء، وخطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وأجبره على الاستقالة".
وأشار أيضاً إلى "تهوّر بن سلمان في خلق أزمة مع قطر، والذهاب إلى حرب اليمن التي خلَّفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعيش قرابة 8 ملايين يمني على حافة المجاعة".
ورأى كريستوف أن ولي عهد السعودية "لعب على وتر الإصلاحات، بل وأبدى استعداده للاعتراف بـ "إسرائيل" ومنحها حق البقاء، وهي من الأسباب التي دفعت ترامب وعائلته لاحتضانه".
وختم مقاله بتأكيده أن على واشنطن أن تبلغ الرياض بضرورة البحث عن ولي عهد جديد بدلاً من "الأمير المجنون الذي قتل خاشقجي وخطف الحريري؛ فمثل هذا الأمير لا ينبغي أن يُحتفى به، وإنما يجب أن يوضع في زنزانة السجن".
وعلى الصعيد نفسه وفي الوقت الذي يتهاوى فيه اسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الصعيد الإعلامي الدولي، مثل كرة ثلج متدحرجة، بدأ بعض كتاب الرأي في وسائل الإعلام الغربية يذكرون اسم ولي العهد السعودي السابق ووزير الداخلية محمد بن نايف، ويشيدون بكفاءته خلال فترة توليه مسؤولياته في السعودية.
بدوره، تحدث رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" بين عامي 2013 -2017 جون برينان، عن أفضلية فترة محمد بن نايف على فترة ابن عمه ولي العهد الحالي.
وقال إن "الاستخبارات السعودية والأجهزة الأمنية كان لديها سمعة فظيعة، حيث إنها ولعقود طويلة قامت بعمليات خطف مواطنين سعوديين وغير سعوديين، إلا أن هذه الممارسات توقفت مع وصول محمد بن نايف، ولي العهد السابق، لمنصب نائب ثم وزيرٍ للداخلية بين العامي 2004 و2017".
ورأى برينان أن "مهنية وحرفية أجهزة الأمن السعودية تأثرت سلبا بالإطاحة بمحمد بن نايف، وهي تخضع الآن، ومسؤولة بصورة مباشرة، أمام محمد بن سلمان".