عمر بن سعد بن أبي وقاص ... كل ما تريد أن تعرفه عن عمر بن سعد

الأربعاء 12 سبتمبر 2018 - 18:14 بتوقيت مكة
عمر بن سعد بن أبي وقاص ... كل ما تريد أن تعرفه عن عمر بن سعد

عمر بن سعد بن أبي وقاص، المعروف بـابن سعد كان أمير جيش عبيد الله بن زياد في واقعة كربلاء. توجه عمر بن سعد إلىكربلاء مع 4 آلاف مقاتل لمقاتلة جيش الإمام الحسين طمعاً في حكم الري و كان له الدور البارز في تلك الواقعة و في استشهاد عدد من أصحاب الإمام الحسين . ورمى بأول سهم على الحسين وأنصاره معرباً عن عزمه الراسخ على قتالهم و بعد أن استشهد الحسين و أصحابه أمر بأن توطئ أجسادهم الطاهرة بالخيل. قتل ابن سعد سنة 66 هـ على يد المختار الثقفي، ولم ينل حكم الري.

النسب و الولادة

عمر بن سعد (مالك) بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة الزهري المدني قتل سنة (65 أو 66 أو 67 هـ /684 أو 686 م)، أمير جيش عبيد الله بن زياد في كربلاء. لا تتوفر معلومات دقيقة عن تاريخ ولادته، و ذكر بعضهم أنه ولد في زمن رسول الله ، و قيل في عام قتل عمر بن الخطاب (23 هـ/ 644 م)[1]، و لا شك في أن القول الأول حول ولادته هو الصحيح، فقد روى الطبري[2] أنه كان مع أبيه في فتح العراق عام 17 هـ /638 م، وكان آنذاك يافعاً، وقد أمره والده بفتح رأس العين.

ما قبل واقعة كربلاء

تشجيع أبيه على طلب الخلافة

ورد عن عمر بأنه حينما تم التحكيم بين علي  ومعاوية بن أبي سفيان في دومة الجندل (عام 37 هـ/ 657 م) كان هناك، و بعد أن شاهد ما كان بين قواد جيش علي  و معاوية من خلافات، أتى أباه وشجعه على طلب الخلافة، فرفض والده[3].

الشهادة ضد حجر بن عدي

و في 51 هـ/ 671 م دعاه زياد للشهادة ضد حجر بن عدي فكان ابن سعد ممن شهدوا بأن حجراً أثار الفتنة و أنه كافر. و قد اتخذ معاوية من هذه الشهادة ذريعة فقتل حجرا و أنصاره في مرج عذراء[4].

الخيانة في حق مسلم بن عقيل

وحينما قدم مسلم بن عقيل إلى الكوفة في 60 هـ/ 680 م لأخذ البيعة للإمام الحسين  كتب ابن سعد مع عدد من أشراف الكوفة رسائل إلى يزيد قائلين: إن كان لك حاجة فيالكوفة فابعث إليها رجلاً ينفذ فيها أمرك فإن النعمان بن بشير ضعيف [5]، وبعد أن قبض عبيد الله بن زياد على مسلم بن عقيل وأسر مسلم بوصيته لعمر بن سعد في مجلس عبيد الله، أخبر إبن سعد عبيد الله بها وخان مسلماً[6].

في كربلاء

وتعود أكثر شهرة ابن سعد في تاريخ الإسلام إلى مشاركته في واقعة كربلاء الدموية التي استشهد فيها الإمام الحسين  وأصحابه. وقد جعلت هذه الحادثة ابن سعد واحداً من الوجوه الكريهة في التاريخ. فبعد أن قدم عبيد الله بن زياد إلى الكوفة، وولي ابن سعد حكم الري ودستبي (معرب دشتبي، وهو سهل واسع بين الري وهمدان ألحق فيما بعدبقزوين،[7] وأمره بالقضاء على فتنة الديالمة[8] فعسكر ابن سعد مع أربعة آلاف مقاتل خارج الكوفة دعاه عبيد الله بن زياد ابن سعد لمواجهة الحسين  في كربلاء، وقد امتنع في البدء فهدده ابن زياد بأن يذهب للتصدي للحسين  أو يعيد العهد بحكم الري. وقد نسب له هذه الأبيات:

دعاني عبيداللّه من دون قومهإلى‌ خطّة فيها خرجتُ لِحَيني‌

فواللّه ما أدري وإنّي لحائرأفكّر في أمري على‌ خطرينِ‌

أأترك مُلك الريّ والريّ منيتيأم ارجع مأثوماً بقتل حسينِ؟

وفي قتله النّار التي ليس دونهاحجابٌ، ومُلك الريّ قرّة عينيِ

فقبل إبن سعد المهمة الجديدة وسار مع الجيش الذي يقوده[9] نحو كربلاء، و دخلها في يوم الجمعة الثاني أو الثالث من محرم الحرام 61 هـ.

بعث رسول إلى الإمام الحسين 

وبعث قرة بن قيس الحنظلي إلى الإمام الحسين  ليسأله عن سبب مجيئه إلى العراق، فأجاب الإمام  "كتب إليّ أهل الكوفة في القدوم إليهم، فأما إذ كرهوني فإني أنصرف عنهم". فكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد يبلغه جواب الإمام  ، غير أن من حول عبيد الله ممن يرغبون في قتال الإمام  كـشمر بن ذي الجوشن وغيره منعوه من التساهل معه، فكتب إلى ابن سعد -وكان ابن سعد يميل إلى إنهاء الأمر بالصلح- إما أن تقاتل الحسين  أو تسلم قيادة جيش الكوفة لـــلشمر بن ذي الجوشن[10]، غير أن ابن سعد أجاب شمراً بأنه سيبقى قائداً للجيش، ورمى بأول سهم على الحسين  وأنصاره معرباً عن عزمه الراسخ على قتالهم.[11]

الأمر بسحق جسم الإمام الحسين  وأصحابه

بعد أن استشهد الإمام الحسين  وأصحابه أمر عمر بأن تُسحق الأجساد بالخيل.[12] وفي 12 من محرم الحرام وبعد دفن قتلاه سار بجيشه إلى الكوفة ومعه أسراه من عائلة الإمام الحسين .[13] ولما قدم إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة طلب منه الكتاب الذي كتب له في قتل الحسين  ، فقال إنه ضاع.[14] وحينما خسر ابن سعد كل شيء قال: "ما رجع أحد إلى أهله بشر مما رجعت به، أطعت الفاجر الظالم ابن زياد وعصيت الحكم العدل وقطعت القرابة الشريفة".[15]

مقتله

وكان عمر بن سعد حينما قام سليمان بن صرد الخزاعي الكوفي مطالباً بدم الإمام الحسين  في 65 هـ/ 684 م لا يبيت إلا في قصر الإمارة مخافة أن يأتيه القوم في داره.[16] ولما تجرد المختار الثقفي لطلب قتلة الحسين  في 66 هـ واستولى على الكوفة هرب منه عمر بن سعد مع محمد بن الأشعث وكان يتولى الحرب في كربلاء أيضاً،[17] ولكنهما عادا إلىالكوفة بعد خروج أهلها على المختار وتوليا أمور الكوفيين مع بقية الرؤساء المعارضين للمختار، ثم ما لبثا أن هربا إلى البصرة بعد هزيمة الكوفيين للجوء إلى مصعب بن الزبير، فبعث المختار أبا القلوص الشبامي في طلبهما فوقع عمر بن سعد في يده و أتى به المختار فضرب عنقه مع ابنه حفص الذي كان في مجلسه. وأرسل برأسيهما إلى المدينة لـمحمد بن الحنفية بعد إحراق جسديهما.[18]

و في رواية أخرى أن عبدالله بن جعدة شفع لابن سعد فمنحه المختار الأمان[19] وذلك لأن أخت المختار أو ابنته كانت زوجة عم ابن سعد.[20] ولكن محمد بن الحنفية اعترض علىالمختار فأمر هذا أحد قواده بالقبض على إبن سعد في داره وضرب عنقه، ولما أدخل رأس عمر على المختار، ضُرب عنق ابنه حفص أيضاً وكان في مجلسه.[21]

اختلاف علماء السنة في كونه ثقة

روى ابن سعد عن أبيه[22] وعن أبي سعيد الخدري.[23]وروى عنه عدد، منهم إبنه إبراهيم وحفيده أبو بكر بن حفص وأبو الخطاب البصري وقتادة بن دعامة السدوسي ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وأبو إسحاق السبيعي الهمداني وعمرو بن عبدالله.[24] عدّه العجلي من الثقات، غير أن ابن أبي حاتم الرازي[25] روى أن يحيى بن معين قال: كيف يكون قاتلالحسين  ثقة؟ ورغم أن ابن حجر يذكر[26] أنه كان صدوقاً، غير أنه يورد[27] أن الرواة اعترضوا على بعض المحدّثين الذين رووا عن عمر بن سعد.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 12 سبتمبر 2018 - 18:14 بتوقيت مكة