دليل الحجاج: شرح بالصور والخرائط للسعي بين الصفا والمروة وأحكامه

الجمعة 17 أغسطس 2018 - 21:11 بتوقيت مكة
دليل الحجاج: شرح بالصور والخرائط للسعي بين الصفا والمروة وأحكامه

مناسك الحج - الكوثر: السعي بين الصفا والمروة وهو من الأعمال الواجبة في الحج والعمرة ويقطع الحجاج فيه سبعة أشواط بين جبل الصفا والمروة. ويعتبر في السعي النية قاصداً به القربة إلى الله تعالى. وهو من الأركان، ولو تركه عمداً بطل حجه.

يعتبر في السعي النية قاصداً به القربة إلى الله تعالى. وهو من الأركان، ولو تركه عمداً بطل حجه.

الصفا والمروة

وهما إسمان لجبلين، متصلين بالمسجد الحرام. الفاصلة مابين الجبلين الذي يُطلق عليه«المَسْعیٰ» 395 متر.

في الماضي كانا جبلي الصفا والمروة ذا حجم كبير وأرتفاع عالي وبسبب التوسعة التي حصلت في المسجد الحرام في الآونه الاخيره فقد نقص من حجمهما كثيراً. الآن أرتفاع الصفا يُقارب 8 أمتار، وأيضاً لم يبقى اليوم من جبل المروة إلا القليل وذلك بسبب التوسعة التي حصلت في المسعى.

لقد ورد في القرآن الكريم إسم الجبلين والسعي، قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْ‌وَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَیتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیهِ أَن یطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَیرً‌ا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ﴾.

السعي
السعي، وهو عبارة عن الفاصلة مابين الصفا والمروة ويؤتى به في الحج والعمرة؛ كل جولة يُطلق عليها «شوط»، وهو من الواجبات بل هو من أركان الحج والعمرة، ولو تركه عمداً بطل حجه وعمرته سواء في ذلك العلم بالحكم والجهل به وعليه الحج في العام القادم؛ لو ترك السعي ناسياً أتى به حينما يتذكره وإن كان تذكره بعد فراغه من أعمال الحج فإن لم يتمكن منه مباشرة أو كان فيه حرج أو مشقة، ويجب عليه الإستنابة وإذا لم يأتي بالسعي، المحرمات التي تحل له بعد السعي تبقى محرمة عليه.

مشهور الفقهاء يقولون بعدم وجود سعي مستحب، على خلاف الطواف.

سعي هاجر بين الصفا والمروة
فريضة السعي تعتبر اقتداءً بالسيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام بعد أن تركها زوجها في صحراء قافرة لا زرع فيها تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى ،وبذلك بقيت هاجر مع ابنها إسماعيل عليه السلام في صحراء قافرة لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر. وبعد وقت قصير بدأ العطش يأخذ مأخذه من ابنها إسماعيل عليه السلام الذي صار يطلب الماء بإلحاح. في حيرتها بدأت هاجر تسعى بين جبلي الصفا والمروة بكل ما أوتيت من طاقة لعلها تجد ماء يروي عطش رضيعها. وبعد أن فعلت ذلك سبع مرات وتمهلت عند رضيعها بعد أن بذلت كل ما تستطيع لتجد الماء وإذا بها تجد الماء قد نبع عند رضيعها لتنفذ المشيئة الإلهية بإغاثتهما بعد أن خارت قواها، وهذا النبع ليس إلا بئر زمزم. وقد بقية هذه الشعيرة واصبحت جز من أعمال الحج حيث كان العرب في الجاهلية يسعون بين الجبلين عندما يأتون للزيارة، وقد وضعوا عند كل جبل صنم إسم أحدهما اُساف والآخر نائلة، والذي يسعى لابد أن يلمس هذين الصنمين، وقد ذكروا في الروايات أن هذين الصنمين كانا رجل وأمراة وقد زنيا فبدلهم الله عز وجل إلى حجر.

مكان وزمان السعي
السعي يبدأ بعد الطواف وصلاة الطواف، فلو قدم المكلف السعي على الطواف عمداً، بطل السعي ويجب عليه إعادة السعي بعد الطواف وصلاة الطواف، وإذا قدم السعي قبل الطواف نسياناً القول ببطلان السعي ووجوب الاعادة محل خلاف في فتوى الفقهاء.

يجوز تأخير السعي عن الطواف وصلاة الطواف إلى الليل.

واجبات السعي
بعد النية وقصد القربة إلى الله تعالى، يبدأ السعي من الصفا ويختم في المروة، ولو بدأ بالسعي من المروة قبل الصفا عمداً أو سهواً أو بسبب الجهل بالحكم، يبطل السعي ويجب أن يعيده من الصفا. لا يجب الصعود على جبل الصفا والمروة، بل هو مستحب. الذهاب من الصفا إلى المروة يعتبر شوط والرجوع من المروة إلى الصفا يعتبر شوط ثاني.

يبطل السعي إذا زاد الحاج في سعيه أكثر من سبعة أشواط، عن علم وعمد وإذا كانت الزيادة عن خطأ صح سعيه.

يجوز الجلوس على الصفا أو المروة أو فيما بينهما للاستراحة.

لا يجوز أخذ الحجر من الصفا والمروة والذي أخذ الحجر يجب عليه أرجاعه إلى مكانه.

مستحبات السعي
يستحب بعد الفراغ من صلاة الطواف وقبل السعي الذهاب إلى بئر زمزم وأن يملي دلواً أو دلوين من الماء ويشرب منه ويصب على رأسه وظهره وبطنه ويقول هذا الدعاء: «اَللّهُمَ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً وَ رِزْقاً واسِعَاً وَ شِفاءاً مِنْ کُلِّ داءٍ وَ سُقْمٍ»، ثم يأتي الحجر الأسود. ويستحب أن يذهب إلى الصفا من الباب المحاذي للحجر الاسود ويصعد بوقار وسكون قلب ثم ينظر إلى الكعبة ويتوجه نحو الركن الذي فيه الحجر الأسود ويحمد اللهعز وجل. ويثني عليه ويتذكر النعم الالهية ثم يذكر بهذه الاذكار: «الله أكبر» سبع مرات. «الحمد لله» سبع مرات. «لاإله الا الله» سبع مرات.

يستحب إطالة الوقوف على الصفا، وقد ورد في الروايات، من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا والمروة.

على قول مشهور الفقهاء، يستحب طهارة البدن واللباس في آثناء السعي.

من المستحبات الآخرى أن يكون السعي الحاج الرجل بين الصفا والمروة هرولة.

السعي في الطابق الثاني والثالث
في الوقت الحاضر يوجد ثلاث طوابق للسعي بين الصفا والمروة، لقد أفتى بعض الفقهاء بعدم جواز السعي في الطابق الثاني والثالث، وذلك لأن الساعي لا يبدأ بالجبل ولا ينتهي إليه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 17 أغسطس 2018 - 21:10 بتوقيت مكة