سماحة المفتي أحمد بدر الدين الحسون...لماذا تحب عليا؟

الإثنين 13 أغسطس 2018 - 12:22 بتوقيت مكة
سماحة المفتي أحمد بدر الدين الحسون...لماذا تحب عليا؟

لماذا تحب علياً عليه السلام؟ هو السؤال الذي حملناه إلى مجموعة من العلماء والمفكرين الذين وقفوا على شاطئ‏ علي‏ عليه السلام يغرفون منه كلما نضبت قلوبهم حباً وولاءً فكان سؤال وإجابات...

محمد ناصر الدين

نقلنا سؤال "لماذا تحب عليا " هذه المرة الى مفتي حلب سماحة الشيخ أحمد بدر الدين الحسون من سوريا حيث وقف في محراب آل البيت‏ عليهم السلام ليحدِّثنا عن سر محبته للإمام علي عليه السلام فقال:
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ورضوان الله وسلامه على اله الأطهار الأئمة وعلى أصحاب الحبيب المصطفى من سار على هديه من هذه الأمة. حينما أقف في محراب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله لا بد أن يكون الإمام في هذا الموقف هو سيدنا ومولانا علي عليه السلام... والذي حمل هذه الراية النَسَبية الشريفة السامية ومنه تفتحت أزهارها وماست غصونها وانتشر أريجها وأشرق نورها وهديها عبر الزمان وفاح عبيرها وشذاها على كل مكان.

وكيف لا ونبي هذه الأمة صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار هو الذي طوّق جيد سيدنا علي عليه السلام بأسمى وأغلى وأبهى دُرر عرفت قدر ومقام ومكانة من حمل أسرارها، فها هو الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله يقول لنا يوم الغدير "من كنت مولاه فعلي مولاه.. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه"، ومن تلك الساعة المنيرة يغدو الإمام علي كرّم الله وجهه "ولي كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة". وهنا يعجز القلم في الحقيقة عن الإحاطة بسيدي وقرة عيني... أمير المؤمنين... الصدّيق الأكبر.. أخي الرسول صلى الله عليه وآله وخليفته، ولئن عجز القلم... فإن القَلب يفيض بمعانٍ يصوغها لسانٌ استمد عباراته من خفقات قلبي.. بحبه سلام الله عليه، لأني أحبه... نعم أحبه والله.. ومن ذا الذي لا يحبه :

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "لا يحبك إلا مؤمن" أليس هو الذي قال فيه المصطفى"لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"وكانت راية النصر في خيبر على يديه وفيهما.

أوليس هو أول من صلّى مع رسول الله على وجه الأرض كما روى زيد بن أرقم. أوليس هو الذي كان أول فدائي نام في فراش رسول الله ليلة الهجرة يفديه بنفسه وروحه.

سلوا من شئتم، بدراً وأُحداً، وسلوا الخندق، الحديبية..

وسلوا خيبر من دكّ حصونها وقلاعها؟ ومن اقتلع الباب بيده الطاهرة؟

 سلوا الزمان والتاريخ والسِّيَرَ عن الرجل الذي قال عن نفسه "والذي بعث محمداً بالحق إنني لأعرف طرق السماء كما أعرف طرق الأرض" .

سلوا القضاء عن عدله والصحابة عن فقهه وعلمه. إنه جامعة تركها المصطفى لا بد لمن أراد خلود الذكر واتباع الهدى أن ينتسب إلى مرابعها التي ضمت كل العلوم والأخلاق. إنه الذي أشار إليه المصطفى صلى الله عليه وآله حين سألته الزهراء عليها السلام عنه فقال: "أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي إسلاماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً" كما روى الإمام أحمد "أنا دار الحكمة وعلي بابها" كما في الترمذي.

سيدي ومولاي وقرة عيني... أبا الحسنين.. شهيد الفجر.. وضحية القدر. سلام الله عليك سيدي علياً يوم ولدت، وسلام عليك سيدي أبا الحسنين يوم إسلامك وسلام الله عليك ورضوانه ورحمته سيدي يوم جاهدت، ويوم ظلمت.. وسلام على جسدك الطاهر أيها الشهيد الحي في القلوب وعلى مدار نبضات الزمان وفي جنات الشهداء عند ربكم ترزقون، فرحين بما آتاهم الله، ومنيرين بدمائهم الزكية الطريق لمن بعدهم حينما يدافعون عن الحق ويدفعون الظلم والظالمين. كنت سيدي ولا زلت قدوة وأسوة.. لكل الأجيال. سلام الله على رسول الله الأمين وأنت تجلس معه في مقعد صدقه وعلى أسرته الطاهرين الطيبين رضوان الله على الأصحاب الطاهرين الميامين وعلى من سار على دروب الحب والوفاء لرسول الله واله.. إنه سميع مجيب.
المصدر:مجلة بقية الله

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 13 أغسطس 2018 - 12:21 بتوقيت مكة