سعادة الوزير السابق جوزيف الهاشم!...لماذا تحب عليا؟

الجمعة 10 أغسطس 2018 - 12:56 بتوقيت مكة
سعادة الوزير السابق جوزيف الهاشم!...لماذا تحب عليا؟

لماذا تحب علياً عليه السلام؟ هو السؤال الذي حملناه إلى مجموعة من العلماء والمفكرين الذين وقفوا على شاطئ‏ علي‏ عليه السلام يغرفون منه كلما نضبت قلوبهم حباً وولاءً فكان سؤال وإجابات...

محمد ناصر الدين

من يحب علياً؟ لم يكن هذا سؤالنا بالطبع لأن الجميع يحب علياً عليه السلام ولم يحبه شيعته فقط الذين شايعوه ووالوه، إنما استولى حبه على قلوب كل من عرف شخصيته وقرأ عنه فنطق بحبه الكثير من العلماء والمثقفين والمفكرين والأدباء من مسلمين ومسيحيين، ولذلك كان السؤال لماذا تحب علياً؟ وذلك لاستكشاف سر تلك المحبة وان كان هذا السؤال فيه كثير من الاستغراب على حد تعبير بعض من سألناهم لأن السؤال الذي يمكن أن يُسأل هو لماذا لا تحب الإمام علي‏ عليه السلام؟ وقد جمعت فيه كل الفضائل والمواهب والصفات والمزايا ومحبته عنوان صحيفة المؤمن كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله. إذاً، لماذا تحب علياً عليه السلام؟ هو السؤال الذي حملناه إلى مجموعة من العلماء والمفكرين الذين وقفوا على شاطئ‏ علي‏ عليه السلام يغرفون منه كلما نضبت قلوبهم حباً وولاءً فكان سؤال وإجابات.
و اليوم سنسأل الوزير السابق الأستاذ جوزف الهاشم عن سبب حبه لعلي ؟حملنا السؤال اليه فأبدى استغرابه لهذا السؤال الأصعب فعكس السؤال ليجيب على سؤالنا فماذا قال؟
جواب الهاشم : لماذا تحب الإمام علي بن أبي طالب؟ سؤال فيه كثير من الاستغراب... إذ السؤال الأحجى:
لماذا لا تحب الإمام علي بن أبي طالب وقد اكتنزت نفسه من الفضائل والقيم، ما عزَّ إلاّ عند الرسل الملهمين؟
إنه المثال الأرقى لتجسيد الكينونة البشرية، وتحقيق إنسانية الإنسان بكل صفاتها ومواصفاتها، بل هو قانون روحي أخلاقي إنساني سياسي متكامل، أيقظ الله في ضمير الإنسان وجعله حاضراً في شتى شؤونه اليومية، وانفرد الإمام علي إلى جانب الرسل واحداً من ألسنة الله في الأرض وناطقاً رسمياً باسمه وعلى أزهى مثاله الآدمي.

أهل الديانات السماوية، ملحدون هم، إن لم يقرأوا الإمام في مبادراته إلى صالح الأعمال.

أهل القلم والعلم والفكر، جاهلون هم، إن لم يقتبسوا من الإمام رجاحة العقل وبديع البلاغة والفصاحة، وجواهر المعاني والتعابير.

رجال الدين على اختلاف أديانهم والمذاهب، يواكبون روح الفقه، وروح الله التي تمشي على الأرض، إن استناروا من مباحث العلم الإلهي عند الإمام وكانت خطبة "الأشباح" بعض صلاتهم اليومية.

 الوالدون والمربون والمرشدون قاصرون هم، مقصّرون، إن لم يعمّموا وصية الإمام لابنه الحسن.

القضاة، والعدليّون والمؤتمنون على خواص أمور الناس وعوامها، يتنزهون، بكتاب الإمام إلى قاضيه شُريح بن الحارث.

الجيوش والقواد والعسكريون، يتخّلقون بإنسانية السيف وآدابه، إن همُ اقتدوا بكتب الإمام إلى أمراء جيشه.

 الحكام، كل الحكام على اختلاف دولهم وأنظمتهم ودساتيرهم، معّرضون للزلل والخطأ والخطيئة والانحراف، إن لم يفقهوا الإمام في الموعظة والإنصاف، والتسوية، والدعاء، وإن لم يقرأوا كتابه إلى الأشتر النخعي والى سائر عمال الخراج.

 والأغنياء والمتخمون والمترفون، إن همُ غضّوا الطرف عن الطبقة السفلى، وأهل البؤسى والمساكين والمحتاجين، سقطوا في زندقة عبادة الربَّين، فكان الملكوت والأرض سجناً لنفوسهم.

الذين لا يحبون الإمام هم الذين يجهلونه أو يتجاهلونه. ونحن نحب الإمام لأجلنا نحبه، ولأجلنا نكرّمه، لأجل تكريم بشريّتنا به... لاكتشاف أرجاس نزواتنا من خلال طهارة ذاته... لمعرفة بشاعة نفوسنا في استحضار مرآة نفسه. نحن في حاجة إلى تلمّس دربه، إلى الغوص في حقائقه، إلى استلهام خصائصه، لنستحقّ‏َ معنى الحياة باستشراقاته الملهمة، ونفقه جوهر إنسانيتنا وعدالتنا وسياستنا وثقافتنا وأداءنا وأدياننا.

ولـ "لماذا تحب عليا ؟" تتمة وسنضع بين أيديكم لاحقا جواب مفتي سوريا احمد بدر الدين الحسون عن السؤال فانتظرونا...
المصدر:مجلة بقية الله

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 10 أغسطس 2018 - 12:05 بتوقيت مكة
المزيد