ما لا تعرفه...عن الإمام الرضا المرتضى(ع)

الأربعاء 25 يوليو 2018 - 09:15 بتوقيت مكة
ما لا تعرفه...عن الإمام الرضا المرتضى(ع)

قالت السيدة تكتم : لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع منه ...

مجاهد منعثر منشد

قال تبارك وتعالى : تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً )(1). صدق الله العلي العظيم

قال الإمام الحسين عليهم السلام يوم عاشوراء (2).

أنا ابن عليِّ الخيرِ من آل هاشمٍ كفاني بهذا مفخراً حيـن أفخرُ

وجدي رسولُ الله أكرمُ خلقه ونحن سراج الله في الأرض يزهرُ

وفاطمُ أمي من سلالة أحمد وعميَ يدعى ذا الجناحين جعفرُ

وفينا كتاب الله أنزل صادقاً وفينا الهدى والوحي بالخير يذكرُ

ونحن أمان الله للخلق كلهم نسِرُّ بهذا في الأنام ونَجهرُ

ونحن ولاة الحوض نسقي ولينا بكأس رسول الله ما ليس ينكرُ

وشيعتنا في الناس أكرم شيعةٍ ومبغضنا يـوم القيامة يخسـر

الامام الرضا (عليه السلام ) سراج الله(3)امتداد لشمس النبوة في الأرض ، فصلى الله عليه عدد ما في علم الله ، صلاةً دائمةً بقوام ملك الله.

مطهــــــرون نقــــــيات ثـــــــيابهم ..تجــــري الصلاة عليهم أينما ذكرو

من لم يـــــكن علــــوياً حين تنسبه ..فـــما لــــه فـــي قديم الدهر مفتخر

فالله لـــــــما بـــــرا خلــــــقاً فأتقنه ..صفاكم واصــــطفاكم أيـــــها البشر

فأنتم المـــــلأ الأعــــــلى وعـــندكم ..عــــلم الكتاب وما جاءت به السور (4) .

وقال الإمام الكاظم عليه السلام : (ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وأمير المؤمنين عليه السلام معه ، ومعه خاتمٌ وسيفٌ وعصاً وكتابٌ وعمامة ، فقلت له: ماهذا؟ فقال: أما العمامة فسلطان الله تعالى عز وجل، وأما السيف فعزة الله عز وجل، وأما الكتاب فنور الله عز وجل ، وأما العصا فقوة الله عز وجل ، وأما الخاتم فجامع هذه الأمور . ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأمر يخرج الى علي ابنك.... ثم قال أبو الحسن عليه السلام : ثم وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: عليٌّ ابنُك، الذي ينظر بنور الله، ويسمع بتفهيمه، وينطق بحكمته، يصيب ولا يخطئ، ويعلم ولا يجهل، وقد ملئ حكماً وعلماً، وما أقل مقامك معه، إنما هو شئ كأن لم يكن، فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك، وافرغ مما أردت فإنك منتقل عنه، ومجاور غيره، فاجمع ولدك وأشهد الله عليهم جميعاً، وكفى بالله شهيداً)(5).

وقال الصدوق قدس سره (6)حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي النيسابوري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي البصري المعدل قال: رأى رجل من الصالحين فيما يرى النائم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله من أزور من أولادك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن من أولادي من أتاني مسموماً، وإن من أولادي من أتاني مقتولاً ! قال فقلت له: فمن أزور منهم يا رسول الله ، مع تشتت مشاهدهم ، أو قال أماكنهم؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : من هو أقرب منك ، يعني بالمجاورة وهو مدفون بأرض الغربة . قال: فقلت يا رسول الله تعني الرضا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم :

قل صلى الله عليه ، قل صلى الله عليه ، ثلاثاً ."

يوم ولادته عليه السلام

اربع روايات في ولادته الميمونة ،ولكن الاولى هي اكثر مصادر ،ولابأس بذكرهم للفائدة :

1-الحادي عشر ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائة(7).

2-الحادي عشر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين ومائة للهجرة(8).

3-إحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائة(9).

4-سنة إحدى وخمسين ومائة(10) .

والدته (تكتم )

القابها وتسمى : أروى ، أم البنين ، ولما ولدت الرضا سماها الطاهرة (11)،و أم ولد تسمى : الخيزران المرسية ، وقيل : شقراء النوبية ، ، وشقراء (12).وتسمى تكتم .عليه استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى عليه السلام (13).

بعد ان اشتراها الامام الكاظم (عليه السلام) جمع قوماً من أصحابه ، ثم قال : والله ما اشتريت هذه الأمة إلا بأمر الله ووحيه

فسُئل عن ذلك ؟ فقال : بينما أنا نائم إذ أتاني جدي وأبي ومعهما شقة حرير فنشرتها ، فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية .فقال : يا موسى ليكونن من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك ، ثم أمرني إذا ولدته أن أسميه علياً ، وقالا لي : إن الله تعالى يظهر به العدل والرأفة طوبى لمن صدّقه وويل لمن عاداه وجحده وعاداه(14).

قالت السيدة تكتم : لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع منه تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً وهو في بطني، ولما وضعته وقع على الأرض واضعاً يده رافعاً رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم.. فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر (عليهما السلام) فقال: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك.. فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى.. ودعا بماء الفرات فحنكه به ثم ردّه إليّ وقال: خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه. فتبرّك البيت الكاظمي بهذا المولود الجديد المبارك.وكان سلام الله عليه تام الخلقة سميناً وضاءاً وجهه كالبدر في كبد السماء...

وفي الكافي عن محمد بن زياد الأزدي قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول - لما ولد الرضا عليه السلام  :

إن ابني هذا ولد مختونا طاهرا مطهرا ، وليس من الأئمة أحد يولد إلا مختونا طاهرا مطهرا ، ولكنا سنمر الموس ـ آلة يحلق بها ـ لإصابة السنة واتباع الحنيفية (15).

فكانت ولادته في المدينة المنورة إلى جوار جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عام (148 هـ). وهو نفس العام الذي استشهد فيه جدّه العظيم الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهم السلام). فالإمام علي الرضا (عليه السّلام) ولد في العام الذي تسلم فيه أبوه الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام) قيادة الأمّة الإسلامية من الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام).

وكان نقش الخاتم للإمام الرضا (عليه السّلام): (ما شاء الله - ﻻ قوة إلا بالله).

ألقابه : الرضا ، والصادق ، والصابر ، والفاضل ، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين (16).

والله تبارك وتعالى سماه بالرضا عليه السلام، فلقبه الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)بالرضا (17)....وكان (عليه السلام) يناديه ويخاطبه يا أبا الحسن (18).

فالإمام علي الرضا (عليه السّلام) هو واحد من ست وثلاثين من الأبناء الكرام للإمام موسى الكاظم (عليه السّلام).. كان الامام الكاظم (عليه السّلام) بحراً من أي النواحي أتيته، بحر من النور والعطاء والحب والحنان والعلم والفضل والأخلاق وهذه الكوكبة الطيبة كانت تسبح في ذاك البحر وكل يأخذ حاجته ليربو وينمو على اسم الله.

أقوال الامام الكاظم عن ابنه الرضا عليهما السلام  :

يروي عبد الله بن مرحوم قال: خرجت من البصرة أريد المدينة فلما صرت في بعض الطريق لقيت أبا إبراهيم (الإمام موسى (عليه السّلام)) وهو يذهب به إلى البصرة فأرسل إليّ.. فدفع إليّ كتباً وأمرني أن أوصلها بالمدينة فقلت: إلى من أدفعها جعلت فداك.

قال (عليه السّلام): إلى ابني علي فإنه وصييّ والقيّم بأمري وخير بنيّ (19).

وقال (عليه السّلام): (علي ابني أكبر ولدي وأسمعهم لقولي وأطوعهم لأمري) (20).

وقال (عليه السّلام): (علي أكبر ولدي وأبرّهم عندي وأحبهم إليّ)(21).

ووصف إبراهيم بن العباس الصولي للإمام الرضا (عليه السّلام) قائلاً:

ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) جفا أحداً بكلمة قط.. ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه.. وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها.. ولا مدرجله بين يدي جليس له قط..

ولا اتكأ بين يدي جليس له قط..

ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قط..

ولا رأيته يقهقه في ضحكة قط.. بل كان ضحكه التبسّم.

وكان إذا نصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس.

وكان (عليه السّلام) قليل النوم بالليل كثير السهر.. يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح..

وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول: ذلك صوم الدهر.

وكان (عليه السّلام) كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة.. فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدق(22).

الهوامش

1-سورة الفرقان: 61.

2-مناقب ابن شهر آشوب:3/234.

3-احد القابه المباركة ذكرفي دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الشيعي ص359 وفي بحار الانوار عن مناقب ابن شهر آشوب.

4-ابو نؤاس.

5-عيون أخبار الرضا :2/33.

6-عيون :1/313:

7-بحار الأنوارج45ص10ب1ح17. بحار الأنوارج45ص10ب1ح19.عن تاريخ الغفاري : ولد عليه السلام يوم الجمعة الحادي عشر من شهر ذي القعدة . ، بحار الأنوارج45ص10ب1ح18،الكافي ج 1 ص 486 ، بحار الأنوارج45ص2ب1ح2. بحار الأنوارج45ص9ب1ح16، عن مصباح الكفعمي. إرشاد المفيد ص 285. بحار الأنوارج45ص10ب1ح20 كشف الغمة ج 3 ص 90، بحار الأنوارج45ص3ب1ح3.

8-كشف الغمة ج 3 ص 70 بحار الأنوارج45ص1ب2ح3 .كشف الغمة ج 3 ص 113.بحار الأنوارج45ص8ب1ح12. كشف الغمة ج 3 ص 90، بحار الأنوارج45 ص3ب1ح3.

9-مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 366 و 367 ، بحار الأنوار ج45ص10ب1ح21. وعيون أخبار الرضا ج 1 ص 18 ، بحار الأنوارج45ص9ب1ح15.

10-نفس المصدر .

11-مناقب آل أبى طالب ج 4ص366و367،بحار الأنوارج45ص10ب1ح21. وبعض المؤلفين ذكر بعض الألقاب لأم الإمام عليهم السلام كما في الأحاديث التي مرت والتالية في بحار الأنوار عن كشف الغمة ج 3 ص 113 .

12-.كشف الغمة ج 3 ص 70 بحار الأنوارج45ص1ب2ح3.

13-عيون أخبار الرضا ج 1 ص 14،بحار الأنوارج45ص7ب1ح9.

14-منتهى الآمال 2: 406 عن الدر النظيم ج2ص203 و إثبات الوصية ص179 عنه مستدرك العوالم ج22ص25ح1 .

15-بحار الأنوارج25ص44ح19 ، كمال الدين ج2ص423ح15.

16-عيون أخبار الرضا ج 2 ص 245 - 250 .

17-عيون أخبار الرضا ج 1 ص 13 ، علل الشرائع ج 1 ص 226

18-عيون أخبار الرضا ج 1 ص 14، بحار الأنوارج45ص4ب1ح6 .

19-عيون الأخبار: ج 1 ص 27.

20- بحار الأنوار: ج 49 ص 38.

21-بحار الأنوار: ج 49 ص 38.

22-عيون الأخبار: ج 1 ص 197.

المصدر: العتبة الحسينية المقدسة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 25 يوليو 2018 - 09:15 بتوقيت مكة
المزيد