الدين... سحر السلاطين

السبت 23 يونيو 2018 - 20:10 بتوقيت مكة
الدين... سحر السلاطين

وكم من خليفة ينهض من مائدة الخمر لكي يصلي بالناس جماعة ، وكم من خليفة يتلاعب بمفردات القرآن من أجل أحكامه الظالمة ...

سامي جواد كاظم

الدين له خصوصية روحية وعقلية لدى اتباعه والاكثر علاقة في تقديس طقوسه المسلمون ، وعلى مر التاريخ نرى ان كل الخلفاء والسلاطين والملوك كانوا يثبتون حكمهم بشعارات دينية ، والشعارات الدينية هي العزف على وتر المقدس لدى الناس ، ولربما قد يكون مقدس ولكن ليس بهذا التهويل، او يكون مزيف لا يستحق التقديس، فيأتي السلطان ليقدس المزيف حتى يبقي شعبه تحت تأثير المزيف واخيرا يستطيع ان يتلاعب بالملك كيف ما يشاء .

وكم من خليفة ينهض من مائدة الخمر لكي يصلي بالناس جماعة ، وكم من خليفة يتلاعب بمفردات القرآن من أجل أحكامه الظالمة ، واليوم وكم من رئيس يختلق أزمة دينية لإشغال الرأي العام ( الاعتداء على مقدس، حرق قرآن ، هدم مزار ، النيل من شخصية اسلامية مقدسة ، كاركتير استفزازي) فينشغل بها الراي العام استنكارا وتنديدا بينما جوهر الاسلام يعتدى عليه يوميا وكلهم نيام .

بإسم القران وعبارة لا حكم الا لله فلت معاوية من هزيمة محققة في معركة صفين ، يتوقف القتال بين الحسين وعمر بن سعد ليؤدي الطرفان الصلاة ، وكل سنة يخرج الخليفة بقافلة طويلة وعريضة ليحج بيت الله ، وعندما يجلس على الكرسي يقوم ببناء اعمدة مجوفة يضع فيها بشرا ليموتوا داخل هذه الأعمدة وبإسم الدين .

والمهم في هذا كيفية تحديد وفهم مفردات الدين ؟ وتعقدت المسألة مع تعدد المذاهب والملل ، والتاريخ يذكر لنا جرائم السلاطين بإسم الدين فينبري لنا بعض المتنورين لينتقد الدين بدلا من المدعين للدين .

في الانتخابات العراقية الاخيرة لو أن المرجعية لمحت ومن على بعد لجهة معينة فان هذه الجهة تفوز بالانتخابات لا محالة ، ولهذا ترى ان الكتلة الفائزة في الانتخابات هي بقيادة رجل دين!!! ، ولهذا يكون الدين الاسلامي عرضة للهجوم من عدة جهات واسوئها الحاكم والمتلبس بالدين .

مشايخ الوهابية من تكفير كل البشر الى مؤازرة الصهاينة في اعلان القدس المحتلة عاصمة لهم فالبعض اعلنها صراحة والبعض لاذ بالصمت ، بينما اصواتهم كانت تلعلع بالتكفير للشيعة الرافضة ولغيرهم ممن يرفض اجرامهم ، وكل هذا باسم الدين، ويبقى السؤال لماذا الدين الاسلامي دون بقية الاديان ؟

لانه دين متكامل وخاتم للاديان ويبحث في كل مفاصل الحياة إضافة الى الروحانية التي يمتلكها الدين الاسلامي بحيث أن الفرد اذا تجرد من كل شيء ومن غير ان يطلع على عقائد الاسلام فانه بالفطرة يميل الى الاسلام ، وهنا تعمل الدوائر الصهيونية والامريكية والبريطانية على تلويث الفطرة حتى تتمكن من ايقاف التمدد الاسلامي الذي بات يقلقهم جدا وحتى فيهم من صرح لربما اوربا سنة 2050 تكون اسلامية ، ولو اصبحت حقا اسلامية، اقرأوا على العرب السلام! لان اوربا ستكون افضل من العرب في تطبيق مفاهيم الاسلام عبادة واحتراما واخلاقا وتطورا، ولكن هل ستترك الدوائر الصهيونية هذا الحدث من غير ان يكون لها مؤامرات دسيسة وخسيسة لمنع هذا الانقلاب؟

على الجهات الدينية ان تراجع وسائلها الاعلامية وان تبتعد عن الخزعبلات وعن المفاهيم التي تفسر بانها عنف ولا تتيح لاي متقول باسم الدين وهو جاهل يتقول بحرية، فلابد لهم من منع هكذا ابواق ان بقيت من غير منع يكون ثمنها باهظا بالنسبة لمن يبني المفاهيم الاسلامية بشكل صحيح .

السيد السيستاني دام ظله يعتبر ظاهرة تنويرية اسلامية رائعة في سماء متلبدة بالارهاب والخيانات الاسلامية والامريكية الصهيونية ، ظاهرة لم يستطع كائن من كان ان ينال من صورة الاسلام من خلال هذا الرجل الذي سيكتب عنه التاريخ العالمي قبل الاسلامي عن حكمته وعلميته ورجاحة عقله في تدبير امور العراق والمسلمين في اشد محنة تمر بها الامة الاسلامية.

كتابات في الميزان

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 23 يونيو 2018 - 20:10 بتوقيت مكة
المزيد