ما لا تعرفه عن أم الإمام زين العابدين(ع)

الأحد 22 إبريل 2018 - 07:32 بتوقيت مكة
ما لا تعرفه عن أم الإمام زين العابدين(ع)

قيل إن أم الامام السجاد ماتت في نفاسها، أي حين ولادتها للإمام زين العابدين عليه السلام يعني في الخامس من شهر شعبان

هي السيدة الجليلة شهربانوية بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى ملك الفرس، ولقبها " شاه زنان " أي ملكة النساء، وقد سماها أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام " مريم ، أو فاطمة، أو شاه زنان، واسمها خولة، أو سلافة، أو غزالة، ولعلّ كانت لها عدّة أسماء وألقاب.

جدّة الأئمّة:

السيدة شهر بانو هي جدّة ثمان من الأئمّة (عليهم السلام)، وزوجة سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين (عليه السلام)، وأُمّ الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وحفيدة كسرى ملك الفرس.

ولم يكن بعض أهل المدينة يرغبون في نكاح الجواري حتّى ولد الإمام زين العابدين (عليه السلام) فرغبوا فيهنّ، وكان يُقال للإمام السجّاد (عليه السلام) ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم فارس.

زواجها من الإمام الحسين (عليه السلام):

لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطّاب بيع النساء، وأن يجعل الرجال عبيدًا، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أكرموا كريم كلّ قوم).

فقال عمر: قد سمعته يقول: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): (هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ورغبوا في الإسلام، ولابدّ أن يكون لي فيهم ذرّية، وأنا أُشهد الله وأُشهدكم أنّي قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله).

فقال عمر: قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصّني وسائر ما لم يوهب لك.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (اللهم اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إيّاهم).

فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (هنّ لا يكرهن على ذلك، ولكن يخيّرن ما اخترنه عمل به).

فأشار جماعة إلى شهر بانو بنت كسرى فخيّرت وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور، فقيل لها: من تختارين من خطّابك، وهل أنت ممّن تريدين بعلاً؟ فسكتت. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (قد أرادت وبقي الاختيار).

وبعدها أومأت بيدها واختارت الإمام الحسين (عليه السلام)، فأُعيد القول عليها في التخيير، فأشارت بيدها وقالت: هذا إن كنت مخيّرة، وجعلت أمير المؤمنين (عليه السلام) وليّها، وتكلّم حذيفة بالخطبة.

فتزوّجها الإمام الحسين (عليه السلام)، وأنجبت له الإمام زين العبدين (عليه السلام).

ولم يكن بعض أهل المدينة يرغبون في نكاح الجواري حتى ولد الإمام علي بن الحسين، فرغبوا فيهن.

وفي الإرشاد، سأل أمير المؤمنين صلوات الله عليه شاه زنان بنت كسرى حين أسرت: " ما حفظت عن أبيكِ بعد وقعة الفيل؟"، قالت: "حفظت عنه أنه كان يقول: إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت المدة كان الحتف حيلة "، فقال عليه السلام: " ما أحسن ما قال أبوك، تذل الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير".

وقد أُسرت السيدة شهربانو وجيئ بها إلى المدينة مع أخواتها من بنات يزدجرد وكن ثلاث حيث تزوجت الأولى عبدالله بن عمر، فأولدها سالم. والثانية لمحمد بن أبي بكر، فأولدها القاسم، في حين كانت هي للإمام الحسين عليه السلام وقد أولدها الإمام علي بن الحسين.

الرسول صلى الله عليه وآله يخطبها في عالم الرؤيا..

ورد في بعض الأخبار أنها ـــ شهر بانو ـــ قامت ووضعت يدها على منكب الإمام الحسين عليه السلام، كأنها كانت تعرفه ورأته في منامها، كما حكت قصّتها لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقالت: رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا كأنّ محمّدًا رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل دارنا، وقعد ومعه الإمام الحسين (عليه السلام)، وخطبني له وزوّجني أبي منه، فلمّا أصبحت كان ذلك يؤثّر في قلبي، وما كان لي خاطب غير هذا، فلمّا كانت الليلة الثانية، رأيت السيّدة فاطمة (عليها السلام) وقد أتتني وعرضت عليّ الإسلام وأسلمت، ثمّ قالت: إنّ الغلبة تكون للمسلمين، وأنّك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين (عليه السلام) سالمة لا يصيبك بسوء أحد، وكان من الحال أن أُخرجت إلى المدينة.

إبن الخيرتين:

عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: " لما أقدمت بنت يزدجرد على عمر، أشرف لها عذاري المدينة، وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته، فلما نظر إليها عمر، غطت وجهها وقالت: " أف بيروج بادا روى هرمز "، فقال عمر:" أتشتمني هذه وهم بها " فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ليس ذلك لك، خيّرها رجلاً من المسلمين وإحسبها بفيئه، فخيرها، فإختارت الإمام الحسين عليه السلام، فقال لها أمير المؤمنين:" ما إسمك؟ " فقالت: " جهان شاه "، فقال لها أمير المؤمنين: " بل شهربانويه "، ثم قال للإمام الحسين عليه السلام: " يا أبا عبدالله، لتلدن لك منها خير أهل الأرض، فولدت الإمام علي بن الحسين عليهما السلام، وكان يقال للإمام علي بن الحسين، إبن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم فارس.

المولود المبارك...

حملت السيدة شاه زنان عليها السلام بالإمام علي بن الحسين وكان مولده سنة ثمان وثلاثين من الهجرة، وقد أنشأ أبو الأسود في وصف الإمام علي بن الحسين عليه السلام فقال:

وإن غلاماً بين كسرى وهاشم لأكرم من نيطت عليه التمائم

عاش الإمام مع جده أمير المؤمنين سنتين، ومع عمه الإمام الحسن اثنتي عشر سنة، ومع أبيه ثلاثاً وعشرين سنة، وقد عاش بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة، وتوفي بالسم في المدينة المنورة سنة خمس وتسعين من الهجرة، وله يومئذ سبع وخمسون سنة، وكانت إمامته أربعاً وثلاثين سنة، ودفن في البقيع مع عمه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهدم الوهابيون قبره كباقي قبور أئمة البقيع.

احتراماً للأم...

ورد أنه قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: " إنك من أبر الناس، ولا تأكل مع أمك (يرى البعض أن أم الإمام توفيت في نفاسها، والمقصود بالأم في هذه الرواية التي أرضعته وربته) في قصعة؟ وهي تريد ذلك؟ " فقال:" أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون عاقاً "، فكان يغطي الغضارة بطبق ويدخل يده من تحت الطبق ويأكل.

وفاتها...

قيل إن السيدة شهربانو ماتت في نفاسها، أي حين ولادتها للإمام زين العابدين عليه السلام يعني في الخامس من شهر شعبان ، فكفلته بعض أُمهات ولد أبيه، فكان يحسن إليها كما يحسن إلى والدته، وكان الناس يسمونها أمه.

اقرأ ايضا:

هذا  الذي  تعرف  البطحاء  وطأته ..  رائعة  الفرزدق  في  حق  الامام  زين  العابدين

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 22 إبريل 2018 - 07:18 بتوقيت مكة