صفوان لبيب بيضون 
أقبل يا ملائك هللي **** وبدورَ هاشم يا سماء استقبلي  
في غرة الشهر الكريم استبشرت**** كل الخليقة بالسعود المقبل 
 ومدينة المختار زينها السنا *****والكون جُلل باللآلئ والحلي 
 ابنا علي والحفيد تلاهما ****والبشر يملأ دار حيدرة الولي 
 فحسين والعباس شبلا حيدرٍ**** وابن الحسين سمي والده علي
 وُلد الحسين وعين أحمد ملؤها**** فرح وحزن بالوليد الأكمل 
 ريحانة المختار تغمر قلبه ****يمناً بمولد سبطه المتأَمل  
ويجيء جبرائيل يحمل مسرعاً **** خبراً حزيناً للنبي المرسل
  هذا حفيدك يا محمد قد أتى**** يختط حزناً سرمداً لن ينجلي
  ذي تربة من كربلا أحضرتها**** لأريك فاجعة الظما والمقتل  
فتهل أدمع أحمد متعجباً**** أو هكذا بر البرية بي ولي 
 أوصيتكم خيراً بأهلي دائماً**** وتمسكوا بالآل أفضل موئل 
 أجر الرسالة أن تودوا عترتي**** غير المودة فيهُم لم أسأل
  آه لقومك يا محمد سوف لن**** تصغي لقولك و الكتاب المترل 
 وأتى الجواب تنكراً ومجازراً**** ردوا وودوا بالظبى والمنصل  
بدؤوا بفاطم والوصيِّ المرتضى ****والمجتبى ظلماً وحقداً يصطلي 
 ويتوجون بكربلا أفعالهم ****الله من فعل شنيع مخجل 
 ويعود جبريل الأمين مواسياً ****قلب النبي المشتكي و المثْكَل
عبرات من يبك الحسين جواهرٌ ****وتحط من ذنب المحب المثقل 
هو سيد الجنات ، مصباح الهدى**** فلك النجاة ، ومفزع المتوسل
فيقوم أحمد للوليد مردداً**** هذا مقامك بالبشائر يعتلي  
زوار قبرك يا حسين أحبتي**** وأنا الشفيع لكل باك معول
ويجيء عباس بهيا مشرقاً**** قمرا ينو[ر كل ليل  أليل 
يختاره الكرار كرار الوغى**** وشبيهه في كل بأس مذهل
سقاء أبناء الحسين وكافل**** أكرم به من ناصر متكفل 
عضد الحسين بكربلا ونصيره ****الحامي إذا عزّ الولي 
يستذكر الأبطال صولة حيدر ****إن صال يضرب هامهم بالصيقل
إن هب كالإعصار ترتجف الدنا ****من وقع عزم هادر ومزلزل 
وهب الكفوف ولم يزل متفضلا**** أعظم به من واهب متفضل
  يا طالب الحاجات حسبك كفه**** اطلب تنل ما تبتغي من مأمل
  فلدى أبي الفضل السخي ترى الرجا**** متحققاً فوراً ودون تمهل
  هي أمه أم البنين وحيثما ****ذكرت ترى كل المصائب تنجلي
  قد خصك الرحمن فضلا باهراً **** فلديك حل للعناء المشكل
  وحباك من شرف الإمامة رتبة ****فشريفة زفت لأشرف معقل
  علمتنا صبراً جميلا فائقاً ****مذخورةٌ لتصبر و تجمل
  وودت لو تفدي الحسين بكربلا****  وعلى الحسين بأربع لم تبخل 
 ويطل زين العابدين مبجلا ****برفيع أصل بالفخار مجلل 
 هو ساجد هو عابد هو راهب ****هو واهب من جوده المتأصل
  يهب الجياع القوت في حلك الدجى**** و المتن يجهده ثقيل المحمل
يا جابر العثرات لم يدر الورى ****من كان يحمل في الدجى من مأكل
  آثار حملك بعد فقدك قد بدت**** والناس قد عرفت صنيع المُفضل
 فالبدر يفقد في الظلام كما القرى**** فالبدر يُحتاج في الزمن العسير المُمحل
يا أيها البكاء دمعك قد غدا****نصراً على المتغطرس المستجهل 
 وُدعاك أضحى للقلوب دواءها ****في طيه الأسرار والعلم الجلي 
 ما نلت في أرض الطفوف شهادة**** لكن وقفت بوجه كل مضلل 
 في الشام أعواداً صعدت مقارعاً **** بلسان حق مفصح ومجلجل 
وكأن حيدر قام يخطب في الورى**** والناس بين تعجب وتوجل
فأنا ابن مكة والحطيم و زمزم**** وأنا ابن من ضرب العدا بالفيصل 
وأنا أنا ، وأنا أنا ****وأنا علي بن الحسين بن علي
قلب المجن على يزيَد وصحبه**** وأصاب مجلس غيه في مقتل 
وقفاتك الشماء ألهبت الدنا ****كالسيف قد أضحى بليغ المقول
يا عاشر الشهر الكريم لك المنى**** بدر أطل بعاشر لم يكمل
يا أكبراً شاركت أقمار الهدى**** بوضيء وجه بالجمال مكلل 
فشبيه طه قد أتى في شهره**** ليزيده حسناً بحسن أجمل 
 وحفيد حيدر في الشجاعة إن سطا**** فوق المطهم يا ليوث ترجلي
  شعبان أقمار الولا قد أشرقت**** لكن آخرها خفي  المنزل 
في النصف هَّل وغاب عنا مسرعاً**** والقلب في شوق له وتأمل 
فمتى متى يا ابن الكرام نرى السنا ****ومتى متى تلك السحابة تنجلي
المصدر: موقع الميزان