محامي المعدوم علي عبدالله صالح يتطاول على سلطنة عُمان

الثلاثاء 10 إبريل 2018 - 13:47 بتوقيت مكة
محامي المعدوم علي عبدالله صالح يتطاول على سلطنة عُمان

سياسة - الكوثر: تطاول محمد المسوري، المحامي الشخصي للرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح والمقيم في الإمارات على سلطنة عمان، زاعما أنه لولا دعم مسقط للحوثيين لسقطوا منذ زمن، بحسب قوله.

وقال “المسوري” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر”: ”لولا مسقط. لكان الحوثي قد سقط. سياسيا وعسكريا….إلخ. كلام وأعصبوا عليه”.

وأضاف قائلا: “الذي مش مصدق هذه الحقيقة يضرب رأسه في صخرة ... عبدالملك الحوثي. وللحديث بقية”.

من جانبهم، شن مفردون عمانيون هجوما عنيفا على “المسوري” مؤكدين بأنه تحول إلى مرتزق لمن يدفع أكثر، مذكرين إياه بأن “صالح” كان حتى آخر يوم في حياته يعترف بدور وجميل سلطنة عمان في الأزمة اليمنية وتأكيده على أنها الحضن الدافىء لليمن، مذكرين إياه أيضا باستقبال السلطنة لعائلة صالح.

يشار إلى أن السلطنة لعبت دوراً مميزاً وفاعلاً لحل الأزمة في اليمن قبل وبعد العدوان العسكري السعودي المتواصل على هذا البلد منذ 26 آذار/مارس 2015 وحتى الآن، مُتخذة لنفسها موقعاً محايداً تجاه أطراف الأزمة لتكتسب نفوذاً كوسيط سلام موثوق فيه، من كافة الأطراف مع بعض التحفظ من جانب دول مجلس التعاون.

وكانت عُمان قد دعمت المطالب العادلة للشعب اليمني منذ انطلاق ثورته عام 2011 ودافعت عن حقوقه المشروعة لنيل الديمقراطية والحياة الحرة الكريمة.

وبعد هروب الرئيس اليمني السابق “عبد ربه منصور هادي” من صنعاء باتجاه عدن وقيام دول مجلس التعاون بنقل سفاراتهم إلى هذه المدينة بطلب وضغط من السعودية رفضت عُمان هذا الموقف وأبقت سفارتها في صنعاء في إجراء ينم عن تمتعها بالإرادة الحقيقة والاستقلال السياسي وعدم الرضوخ لإملاءات الرياض رغم أنها من ضمن دول مجلس التعاون، وثاني دولة تشترك في حدودها مع اليمن.

وعندما شنّت السعودية والدول المتحالفة معها العدوان على اليمن رفضت عُمان المشاركة في هذا العدوان رغم إصطفاف جميع دول مجلس التعاون إلى جانب الرياض. وبقيت السلطنة المنفذ السياسي والاقتصادي الوحيد لليمن بعد فرض الحصار عليها من قبل التحالف السعودي – الأمريكي.

وأكدت عُمان مراراً رفضها لأي تدخل خارجي في شؤون اليمن وأعلنت في الوقت نفسه عن إستعدادها لاستضافة أي مباحثات تسعى لتسوية الأزمة اليمنية ووقف العدوان السعودي.

كما تقدمت بسلسلة من الاقتراحات بهدف التوصل إلى حلول سياسية تمهد السبيل لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن. ومن بين هذه الاقتراحات الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تشارك فيها جميع الأطراف والأحزاب المؤثرة في الساحة اليمنية. كما تجدر الإشارة إلى أن عُمان كانت قد ساهمت في الدفع نحو توقيع “اتفاقية السلم والشراكة الوطنية” في بداية الحوار اليمني – اليمني.

واقترحت عُمان كذلك إقامة مؤتمر دولي لمساعدة اليمن اقتصادياً لمواجهة آثار الحصار البري والجوي والبحري المفروض عليه بسبب الحرب التي تشنها السعودية. لذلك فهي تركز حالياً على الإغاثة الإنسانية، وتحرص في الوقت ذاته على ألا يتحدث أحد عنها بأنها تنتصر لطرف دون آخر. وهذا يعني أن عُمان يمكن أن تكون معبراً لأي مفاوضات متوقعة، والتي لابدّ منها في نهاية المطاف، ولا يمكن أن يطلب أي طرف من مسقط التوسط لإنهاء الأزمة، إذا كانت ضمن التحالف السعودي خصوصاً في ظل وجود عوامل القربى والتداخل الجغرافي مع اليمن.

وكان لعُمان دور بارز في عقد المباحثات السياسية الرامية إلى حل الأزمة اليمنية في كل من الكويت وجنيف، وكذلك عقد محادثات مباشرة بين السعودية وحركة أنصار الله والتي أفضت في بعض مراحلها إلى عدد من التوافقات بين الطرفين.

ومن حيثيات موقف السلطنة بما تمتلكه من ثقل دبلوماسي وعمل هادئ بعيد عن الأضواء قدرتها على التأثير في مواقف الأطراف المتنازعة، وهو ما يستدعي من هذه الأطراف التعامل مع هذا الدور بجديّة بعيداً عن أطماع الآخرين لاسيّما أمريكا وحلفائها. فالظروف الموضوعية لطبيعة موقف السلطنة؛ يعد حافزاً مهماً لإنجاح دورها واستثمار الوقت لتحقيق السلام في عموم اليمن.

على العموم يمكن القول بأن سلطنة عُمان نجحت إلى حد بعيد في وضع الأسس الكفيلة بحل الأزمة اليمنية ولكن إصرار السعودية على مواصلة العدوان وعدم الاستجابة لاقتراحات مسقط هو الذي حال دون نجاح هذه الحلول حتى الآن.

* وطن يغرد خارج السرب

22/101

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 10 إبريل 2018 - 13:40 بتوقيت مكة
المزيد