سورة الزلزلة مكتوبة

السبت 17 فبراير 2018 - 19:59 بتوقيت مكة
سورة الزلزلة مكتوبة

اسلاميات _ الكوثر:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ... إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)

اقرأ ايضا: تفسير سورة الزلزلة

https://www.alkawthartv.ir/news/123398

الزلازل

 أيها الأخوة المؤمنون ، مادام الحديث عن زلزال الأرض الذي حدّثنا الله عنه ، فماذا عن الزلازل والتي نراها من حين إلى آخر أو نستمع إلى أخبارها ؟ 

 إنّ هذه الزلازل من وظائفها أنّها تعطينا معنى الزلزلة الكبرى التي وعد الله بها، يقول العلماء : إنّ الأرض أكثر الكواكب في المجموعة الشمسيّة كثافةً ، فكثافة الأرض تزيد عن كثافة الماء بخمسة أضعاف ، وإنّه يحدث في العام الواحد ما يزيد عن عشرين زلزلة على سطح الأرض ، وفي قيعان البحار ، أما الزلزلات الدقيقة التي لا تؤذي فهي تزيد عن مليون زلزلة في العام ، بمعدّل في كلّ دقيقة زلزلة ؛ اهتزاز طفيف ، ويفسّر العلماء الزلزلة بأنّها حركةٌ في باطن الأرض بحيث ينشأ عنها ضغطٌ هائل ، لا تحتملهُ قشرة الأرض ، عندئذٍ تتصدّع هذه القشرة ، تصدّع قشرة الأرض هو الزلزال الذي نستمع إلى أخباره من حينٍ إلى آخر ، وهذه القشرة يزيد سُمكها عن تسعين كيلو متر ، ومع ذلك تتصدّع ، من صخور البازلت وهي أقسى أنواع الصخور ، ويزيد عمق هذه الطبقة عن تسعين كيلو متر ، ومع ذلك تأتيها ضغوط من باطن الأرض لا تحتملها ، فتتصدّع ، وهذا طرَفٌ من معنى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾

[ سورة الذاريات : 58]

 هناك بالفضاء ثقوب سوداء ، لو دخلتها الأرض لأصبحت تماماً كالبيضة ، وزن الأرض مجموع في حجمٍ لا يزيد عن بيضة دجاج ، هذا معنى قول الله عز وجل:

﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾

[ سورة الذاريات : 58]

 ويقول بعض العلماء : إنّ هناك زلازل سجَّلتْها بعض التواريخ ، ففي عام ألف وخمسمئة وستّة وخمسين حدَث زلزال بالصّين أودى بحياة ثمانمئة وثلاثين ألف إنسان في ثوانٍ ، وفي ألف وسبعمئة وثلاثين حدث زلزال بالهند أودى بحياة مئة وثمانين ألفاً ، وفي عام ثلاثة وعشرين بعد التسعمئة حدث زلزال باليابان أودى بحياة مئة ألف ، وفي سنة ألف وتسعمئة وستّ وسبعين حدث زلزال بالصّين أودى بحياة مئة ألف ، وحدث زلزال بإيطاليا أودى بحياة خمس وثلاثين ألفًا ، ثواني معدودة فقط ، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾

[ سورة الحج : 1]

 هناك قُطر عربي حدث فيه فيضان أودى بحياة مليون ، والله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴾

[ سورة البروج : 12-14]

 فلْنَعُد إليه قبل أن يُلجئنا إليه قسْرًا . 
 أيها الأخوة المؤمنون ؛ أن تستيقظ صباحًا وترى الأرض مستقرّة ؛ هذه نعمةٌ كبرى لا تعرفها إلا إذا شهدْت زلزالاً ، الله يلفتُ نظرَنا ويقول:

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

[ سورة النمل: 61 ]

 لولا أنّها مستقرّة لمْ يبق بناءٌ على وجه الأرض ، ولانهارتْ الأبنية ، وتصدّعت الجسور ، ولتعطَّلتْ الطّرق ، أن تنعُم ببيتٍ تسكنه منذ عشرين عاماً في الطابق السابع أو الثامن، لولا استقرار الأرض لما نعُمْتَ بهذا البيت ، قال تعالى:

﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً ﴾

[ سورة النمل: 61 ]

 وهي تسير بسُرعة ثلاثين كيلو متر في الثانية ، الأرض تنطلق ، قال تعالى:

﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾

[ سورة النمل: 88]

 مع هذه السرعة البالغة الأرض مستقرّة ، ما الذي يعرّفنا باستقرارها ؟ تلك الزلازل ، هي شواهد وأدلّة وأداة تعريف ووسائل إيضاح . 
 أيها الأخوة المؤمنون ، يقول الله تعالى:

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾

[ سورة الطارق : 11-12]

 من لوازمها التصدّع ، وهو أداة لِتَخويف الناس من معصية الله عز وجل .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 17 فبراير 2018 - 19:39 بتوقيت مكة