ضميرِيَ أمْسِكْ لا إخالُكَ تَسْعَدُ ***** وثَمَّ حِدادٌ حاسِرٌ فيهِ أحمدُ
رآى فاطماً تشكُو الديارَ وأهلَها ***** مُسائِلةً : ما للأنامِ تجَمَّدُوا
فوا أسفاً أينَ الحصافةُ والنُّهى ***** أَيُتْرَكُ رَبّانٌ ويُقصَدُ مِقْوَدُ ؟!!
رأى ألَماً أردى البَتُولَ حزينةً ***** وليس يُواسِيها حُشُودٌ وذُوَّدُ
فيا زفَراتِ القلبِ واسِي محمداً ***** بفقدِ ضَنَاً كانتْ كاُمٍّ تَوَدَّدُ
وماتتْ فِدا الحقّ الجَلِيِّ مُناصٍرا ***** إمامَ زمانٍ بالتُّقى هو أمجَدُ
أَبانَتْ وقالتْ خُطبةً نبوّيَّةً ***** فَلانَ لها قلبٌ يَرِقُّ وعُبَّدُ
وَضجَّ لها اهلُ الدّرايةِ والتُّقى ***** بُكاءً وآهاً فالكليمُ محمدُ
ولكنّ من سنَّ الجفاءَ أراعَها ***** وآلَمَها عَسفاً يجورُ ويُجهِدُ
ففارقتِ الدنيا وغُيّبَ قبرُها ***** وإنّ ثرى اُمِّ الأئمةِ سُؤدَدُ
على ألمِ الزهراءِ أسبِلُ دمعتي ***** فمحنتُها عِبْرَ الزمانِ تُخلَّدُ
لقدَ قطعوا أوداجَها يوم كربلا ***** وذلك لمّا في السقيفةِ أفسَدُوا
وهم هضَمُوا إرثَ النبيِّ تُراثَها ***** وسارَ بِذا ظلمُ الورى يتَجدّدُ
وصارَ فِعالَ الظالمينَ فِعالُهمْ ***** إلى اليومِ نيرانٌ وقهرٌ ومِفصَدُ
فيا بئسَ أهواءٌ أمَضّتْ حياتَنا ***** وَما ضامَنا أمسٌ يُخبّئهُ الغَدُ
الى الله ندعو أنْ يُعَجِّلَ دولَةً ***** تقيمُ لنا عدلَ الولايةِ تُنجِدُ
يُسَدِّدُنا سبطُ النبيِّ مسيرةً ***** عليه سلامُ الله سبطاً يُوَحِّدُ
ففي دولةِ المهديِّ قُرةُ أعيُنٍ ***** تُكحِّلُ أبصارَ الهُداةِ وتُسعِدُ
لفاطمةَ البُشرى هناكَ عظيمةٌ ***** وكلُّ ظُلاماتِ العبادِ تُبَدَّدُ
نواظِرُنا ترنُو إلى الحِلمِ والهدى ***** ودولةِ أطهارٍ بها العيشُ أرغَدُ
.....................
بقلم : حميد حلمي زادة